تتصاعد تحذيرات الخبراء من التعقيدات التي يسببها الازدحام الفضائي بالأقمار الاصطناعية، وتتزايد المخاوف بشأن حجم الفضاء المتاح في المدار الأرضي المنخفض، بما يسمح بإطلاق أقمار جديدة، في مساحة مدار تتراوح بين 200 إلى 2000 كيلومتر فوق سطح الأرض.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إنه يوجد حاليا 13230 قمرا اصطناعيا في المدار حول الأرض، من بينها 10200 قمر لا يزال يعمل. ومع زيادة عدد الأقمار الاصطناعية الموجودة في الفضاء، يزداد خطر التصادم بينها وبين البعض الآخر، مما قد يتسبب في حدوث أضرار جسيمة في سلسلة تفاعلات حطام الأقمار التي انتهى عمرها التشغيلي.
ودعا جوزيف أشباتشر رئيس وكالة الفضاء الأوروبية إلى وضع قانون ينظم حركة المرور في الفضاء، يمكن تطبيقه على المستوى العالمي، ومن شأنه أن يوضح من الذي يجب عليه أن يفسح الطريق، في المدار الفضائي في المواقف المحفوفة بالمخاطر. وتتطلع وكالة الفضاء الأوروبية إلى الحد بشكل كبير من كمية حطام الأقمار الاصطناعية السابحة في الفضاء التي تتكون بحلول عام 2030، أيضا في ضوء العدد المتزايد من الأقمار الاصطناعية.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 40 ألف قطعة من الحطام، يزيد قطر الواحدة منها عن سنتيمتر واحد، نتجت في إطار التخلص من الأقمار الاصطناعية التي انتهى عمرها التشغيلي، ومنذ ذلك الحين كانت مناورة واحدة من كل اثنتين من مناورات تجنب الاصطدام، التي أجرتها أقمار وكالة الفضاء الأوروبية تسببت فيها قطع الحطام. كما أن وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، التي لديها ما يقرب من 2000 قمر اصطناعي في الفضاء، تشعر أيضا بالقلق إزاء وجود هذا العدد المتزايد من الأقمار الاصطناعية وحطامها في الفضاء، وتردد أنها تعمل على وضع خطط “لتنظيف” المدار من الحطام.
وأطلقت شركة إسبيس إكس، أكثر من ستة آلاف قمر اصطناعي لتشغيل منظومة ستارلينك، على ارتفاعات منخفضة لإتاحة الاتصال بشبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم، مع خطط لزيادة العدد ليصل الإجمالي إلى 34 ألف قمر اصطناعي.
كما دشنت الصين مؤخرا مبادرة جديدة في مجال الفضاء تعرف باسم “كيانفان” تهدف إلى بناء شبكة واسعة من الأقمار الاصطناعية لإتاحة الدخول على شبكة الإنترنت لمختلف مناطقها
وكالة الفضاء الأوروبية: تعقيدات يسببها الازدحام الفضائي بالأقمار الاصطناعية وحطامها
87