شارك اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي في الجلسة الأولى للحوار المهني التي أقيمت على هامش الجمعية العامة الـ44 لاتحاد إذاعات الدول العربية، تحت عنوان “الحرب على الحقيقة: دور الإعلام في مواجهة التزييف والتضليل”، ناقشت الجلسة التحديات التي يواجهها الإعلام في ظل انتشار الأخبار المضللة وطرق التصدي لها.
و أكد الدكتور عمرو الليثي رئيس الاتحاد في كلمته خلال جلسة الحوار الأولى على أن الأخبار المضللة وأنها ليست مجرد أزمة إعلامية، بل أصبحت تهديدًا حقيقيًا للمجتمعات والدول، حيث تؤثر على ثقة الجمهور في الإعلام، وتفاقم النزاعات الاجتماعية، وتؤدي إلى اتخاذ قرارات سياسية خاطئة. كما أشارت إلى أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل كبير على الأمن الوطني، وتستخدم كأداة في الحروب النفسية، فضلًا عن تأثيرها السلبي على الاقتصاد من خلال التأثير على الأسواق والشركات.
وفي سياق استعراضه لأثر الأخبار المضللة في الأوقات الحرجة مثل الكوارث الصحية والبيئية، سلط الاتحاد الضوء على خطورة انتشار معلومات مغلوطة تتعلق بالأوبئة والعلاجات، مما يهدد حياة الأفراد ويعوق الجهود المبذولة لمكافحة الأزمات. كما نبه إلى تهديداتها للعملية الديمقراطية، من خلال التأثير على نزاهة الانتخابات والحد من قدرة المواطنين على اتخاذ قرارات مستنيرة.
وشدد على أهمية تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الأخبار المضللة، وهي استراتيجية تتضمن عدة محاور أساسية، منها:
تطوير آليات التحقق من الأخبار: يعمل الاتحاد على تعزيز آليات التحقق من الأخبار من خلال التعاون مع غرف الأخبار الرئيسية والشركاء الإعلاميين لضمان صحة المعلومات المتداولة. كما يتم تبادل البيانات مع المؤسسات الإعلامية الأخرى لمكافحة الأخبار المزيفة.
التثقيف الإعلامي والتدريب: أطلق الاتحاد العديد من البرامج التدريبية وورش العمل لرفع مستوى الوعي الإعلامي لدى الصحفيين والعاملين في القطاع الإعلامي. من خلال أكاديمية أوسبو للتدريب الإعلامي، التي نظمت ورش عمل ودورات تدريبية في هذا المجال، كان آخرها محاضرة تفاعلية بالتعاون مع برنامج “سبوتنيك برو”.
تعزيز الشراكات الدولية: أكد الاتحاد على أهمية تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة في مكافحة التضليل الإعلامي مثل “اليونسكو”، وكذلك مع وكالات الأنباء العالمية لتبادل المعلومات ومكافحة الحملات التضليلية المنسقة.
استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: تطرق الاتحاد إلى أهمية استخدام الأدوات الرقمية وتحليل البيانات للكشف عن الأنماط المتكررة التي تروج للأخبار المضللة. كما يتبنى الاتحاد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لرصد الأخبار المزيفة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الإعلام الاستباقي: أشار الاتحاد إلى ضرورة توفير محتوى إعلامي موثوق يعزز الثقة بين المؤسسات الإعلامية والجمهور، مع توفير استجابة سريعة للأزمات من خلال غرف خاصة لرد الفعل السريع، وأخذ زمام المبادرة في تقديم المعلومات الصحيحة.
بناء قاعدة بيانات موثوقة: يعمل الاتحاد حاليًا على تطوير قاعدة بيانات إعلامية موثوقة بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، والتي ستكون بمثابة أرشيف رقمي للمصادر الموثوقة للأخبار.
الاستعانة ببنوك الأخبار العالمية: كما شدد الاتحاد على أهمية التعاون مع وكالات الأنباء العالمية والمنصات الرقمية الموثوقة، التي توفر تقارير دقيقة وموثوقة يمكن الاعتماد عليها في نشر الأخبار.
وفي الختام أكدت الجمعية العامة على أن هذه الجهود تأتي في إطار الحرص المستمر على حماية المجتمعات من التضليل الإعلامي وتعزيز دور الإعلام كأداة أساسية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي. ووجهت دعوة إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد لمواصلة مواجهة الأخبار المضللة وتبني حلول فعّالة لمكافحتها.
المصدر: الاتحاد
