أصدرت دار ابن الأثير كتابًا لطيفًا في علم البلدان، بعنوان: “معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح مسلم”، من تأليف العلاّمة: سعد بن عبدالله الجنيدل
ويقع هذا الكتاب في (152) صفحة، ويحتوي على مقدمة كتبها الباحث: “خالد بن علي الحيّان”، مع فصل في منهج كتاب معجم الأمكنة، ثم مواد الكتاب مقسّمة على حروف المعجم من حرف الألف إلى حرف الياء.
وجاء في مقدمة الكتاب أن المؤلف اختار تأليف هذا الكتاب لشرف موضوعه، ولأجل الحاجة الملحة إليه؛ لا سيما وأنه يمثل جانبًا من سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وسيرة أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.
وبيّن المؤلف أنه لم يسبق أن أُلّف له نظير على غراره تحديدًا ووصفًا لما جرى في هذه الأمكنة من أحداث، وهو متمّم للقسم الأول الذي طبعته “دارة الملك عبدالعزيز”، ويشتمل على الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح البخاري، وفيه استدراك لما فات المؤلف من مواضع لم يذكرها في القسم الأول، وكانت النِّية أن يجمع العملين في كتاب واحد تحت عنوان: “معجم الأماكن الواردة في الصحيحين”.
وكان منهج المؤلف في إعداد هذا الكتاب أنه قرأ (صحيح الإمام مسلم)، واستخرج جميع ما فيه من الأماكن التي داخل وخارج الجزيرة العربية، كما قارن بين ما استخرجه وبين ما في فهرس كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، الذي أعده (آرنت يان ونسنك) فوجده غير دقيق وغير شامل لجميع الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح مسلم، ورتب أسماء الأمكنة ترتيبًا هجائيًا.
وعمل المؤلف على ذكر نص الحديث الوارد في صحيح الإمام مسلم، وفي بعض الأحوال يضيف نص الحديث الوارد أيضًا في صحيح الإمام البخاري، ويذكر النصوص والآثار الشرعية والشواهد الشعرية وأقوال العلماء الوارد ذكرها في اسم المكان، دون إحالة وتحديد لاسم الكتاب والجزء والصفحة، ولعله أراد من ذلك الاختصار، أو أن أغلبها مشهور، إذ يقتصر في كثير من الأحيان على الشاهد من النص إن كان الحديث طويلًا، ويعتني بالتصويب والتصحيح وضبط اسم المكان، والتفريق في المتشابه معه، وذكر الخلاف في تحديده إن وجد، ثم الترجيح أحيانًا، كما يحيل إلى بعض المواضع التي فيها مزيد بسط و ذكرت في كتاب معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح البخاري، ويذكر بعض زياراته ومشاهداته لبعض الأمكنة، وقل أن يذكر كلام بعض أهل العلم الجغرافيين المعاصرين، ولم يفصح عن مصادره في المعجم، واقتصر في آخر الكتاب على ذكر 6 مصادر فقط، والسبب في ذلك والعلم عند الله أنه اكتفى بمصادر القسم الأول من معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح البخاري الذي يعده امتدادًا لهذا الكتاب.
ومن أهم المواضع التي ذكرها المؤلف في هذا الكتاب: أحد، الأخدود، بئر معونة، البحرين، برك الغماد، البصرة، بيت المقدس، بيرحاء، تبوك، تهامة، تيماء، ثنية الوداع، جزيرة العرب، الجعرانة، الحبشة، الحجاز، حراء، حمص، خيبر، دومة الجندل، الربذة، زمزم، الشام، صنعاء، الطائف، عدن، العراق، عرفات، عمّان، قرن المنازل، الكوفة، المسجد الأقصى، مزدلفة، المسجد الحرام، مصر، المغرب، منى، نجران، العقيق، هجر، يثرب، يلملم، اليمامة، اليمن.
الجدير ذكره أن “لابن جنيدل” اهتمامًا خاصًا بالمواضع البلدانية، ومن أهم كتبه في ذلك: “المعجم الجغرافي لعالية نجد”، و “معجم الأماكن الوارد ذكرها في القرآن”، و “معجم الأماكن الوارد ذكرها في صحيح البخاري”، و “معجم الأماكن الوارد ذكرها في المعلقات العشر”، وغير ذلك.
قراءة في كتاب: “معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح مسلم”
36