عٌقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، المؤتمر الصحفي الخاص بالمؤتمر العلمي الدولي المقرر عقده في الفترة من 26 إلى 27 مايو 2025 في باكو بعنوان “الإسلاموفوبيا تحت المجهر: كشف التحيزات وتحطيم الوصمات”.
وخلال المؤتمر الصحفي، قدّم المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، رافان حسنوف، ورئيس مركز تحليل العلاقات الدولية، فريد شفييف، معلومات حول المؤتمر ، حيث أكد شفييف الحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية لمكافحة توجهات الإسلاموفوبيا، مشيراً إلى أن التجارب خلال العامين الماضيين تُظهر أن باكو أصبحت مركزًا سياسيًا وأكاديميًا مهمًا في محاربة الإسلاموفوبيا، مبينا أنه تم بالفعل تشكيل مجتمع مخصص لهذا الهدف، وتُجرى أبحاث مستمرة من قبل شخصيات عامة ومراكز فكر، علاوة على ذلك، تم مؤخرًا إطلاق موقع إلكتروني محلي يُعنى بالإسلاموفوبيا لتكون منصة للرصد، كما ستعكس حالة الإسلاموفوبيا حول العالم .
وسلّط السيد شفييف الضوء على أن رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف قد عبّر مرارًا عن تضامنه مع العالم الإسلامي وتناول قضايا الإسلاموفوبيا وما يتصل بها في منصات مختلفة، ووفقًا له، فإن التضامن الإسلامي ومحاربة الإسلاموفوبيا يحتلان مكانة بارزة في السياسة الخارجية لأذربيجان.
وأضاف أنه في حين أن الإسلاموفوبيا تُعد في الأساس قضية تتعلق بحقوق الإنسان والحقوق الاجتماعية، إلا أن لها أيضًا تداعيات جيوسياسية ، ورغم أن النزاع بين أذربيجان وأرمينيا لم يكن دينيًا بطبيعته، فإن عناصر الإسلاموفوبيا كانت دائمًا حاضرة – فعلى سبيل المثال، خلال فترة الاحتلال، تم تدمير التراث الثقافي الأذربيجاني من قبل أرمينيا .
وأشار شفييف أيضًا إلى أن المؤتمر سيتناول المظاهر العالمية الحالية لتوجهات الإسلاموفوبيا ويستعرض طرق مكافحتها .
وقال” في إطار المؤتمر، سيتم مناقشة دور الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي في كل من نشر الإسلاموفوبيا ومكافحتها على نطاق واسع ، التقنيات الحديثة تمثل تهديدات وفرصًا في آنٍ واحد، ولتحقيق التوازن الصحيح، يجب على الأكاديميين والسياسيين والمهنيين الإعلاميين التعاون ، وأنا واثق من أن هذا المؤتمر سيقدّم رؤى جديدة، ومقترحات عملية، وفرصًا للتعاون في مكافحةالإسلاموفوبيا “.
من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، رافان حسنوف، أن المؤتمر يُنظَّم بشكل مشترك من قبل مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، ومركز تحليل العلاقات الدولية، ومجموعة مبادرة باكو، مبينا أن الشركاء الدوليون للمؤتمر يشمل منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، ومنظمة التعاون الإسلامي، والإيسيسكو، والمركز الدولي لحوار الأديان في الدوحة، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ومجلس حكماء المسلمين، والمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، ومجلس القادة المسلمين الأوروبيين، والمنتدى الإسلامي الدولي “.
وأشار حسنوف إلى الأهمية الخاصة للمؤتمر العلمي الدولي والدور الحاسم الذي سيلعبه في نقل واقع أذربيجان إلى المجتمع الدولي.
ومن المتوقع أن يستضيف المؤتمر أكثر من 120 ضيفًا أجنبيًا، بما في ذلك علماء من ما يقرب من 40 دولة، وخبراء من منظمات دولية، وزعماء دينيين، وممثلي منظمات غير حكومية، كما سيشارك أيضًا خبراء محليون، ومسؤولون حكوميون، وقادة من المجتمع الديني، وممثلون عن الدولة.
وأوضح حسنوف أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو توفير منصة أكاديمية لمناقشة الاتجاهات المثيرة للقلق التي تستهدف المسلمين والدول ذات الأغلبية المسلمة على المستويين الدولي والوطني، مشددا على أن الإسلاموفوبيا قد تصاعدت في السنوات الأخيرة ، في ظل التمييز المتزايد، والضغط الأخلاقي، والعنف ضد المجتمعات المسلمة في بعض البلدان، وتصوير المسلمين على أنهم فئة أدنى في المجتمع.
وأبان حسنوف أن المؤتمرات الدولية التي بادرت إليها أذربيجان، تلعب دورًا حيويًا في إبقاء هذه القضية العالمية على جدول الأعمال وفي تحديد التدابير المضادة الفعالة، مضيفا أن أفعال أذربيجان ورسائلها في هذا المجال تمثل نداءً عالميًا لحماية حقوق الإنسان، والتسامح، والعدالة الاجتماعية – ليس فقط للعالم الإسلامي .
وجدد التأكيد على أن أذربيجان بلد ملتزم بقيم التعددية الثقافية، حيث تعايشت ديانات ولغات وثقافات مختلفة تاريخيًا بسلام واحترام، مشيرا إلى جهود أذربيجان في هذا الصدد وأنها لا تقتصر على السياسة الداخلية، بل تمتد إلى التعاون الدولي والحوار العالمي.
المصدر: يونا