أبرز اليوم العالمِي لِلكتاب وحقوق المؤلف؛ الذي يصادف الاحتفاء به عالميًا 23 أبريل من كل عام؛ مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي؛ وتوثيق العلاقة بالكتاب وتعميق متعة القراءة، بوصفها جسرًا بين الماضي والمستقبل، وحلقة وصل بين الأجيال والثقافات؛ محققة المملكة في هذه الصناعة ريادة في الاهتمام بها؛ سواءً من خلال تطوير مؤسساتها، أو دعم المشروعات التي تثري الجانب الثقافي؛ وتطوير المشهد الذي يعنى بالكتاب بصفته مدرسةً معرفيةً اعتمد عليها الإنسان منذ قديم الزمان.
وأقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” منذ عام 1995م الاحتفال بالكتاب ومؤلفي الكتب؛ باعتبار هذا اليوم العالمي تاريخًا رمزيًا في عالم الأدب، كونه يوافق ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالميين، مثل ميغيل دي ثيربانتس وليم شكسبير، غارثيلاسو دي لا فيغا؛ حيث تقوم المنظمة وضمن احتفالها بهذا اليوم بالتعاون مع منظمات دولية معنية بصناعة الكتب؛ لإثراء هذا الجانب والاهتمام به.
من جهتها أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة؛ بهذه المناسبة حملة توعوية عبر حساباتها الرقمية تحمل رسالة للقراء بأهمية الاعتماد على المصادر القانونية عند اقتناء الكتب الإلكترونية للحد من القرصنة، وذلك تحت شعار “كن جزءًا من القصة، لا نهايتها”؛ تعزيزًا لثقافة احترام حقوق المؤلف، وحماية لصناعة النشر ودعمًا للمبدعين.
وتقوم الهيئة بجهود حثيثة لتطوير قطاع النشر بأعلى معايير الجودة؛ ودعم الكتاب السعودي محليًا وعالميًا في بيئة استثمارية بمعايير عالمية؛ شاملًا بذلك النشر بمختلف أنواعه من كتب ورقية وسمعية وإلكترونية، إلى جانب المسؤولية المخولة للقطاع في تنظيم معارض الكتاب الدولية؛ لتحقيق رؤية صناعة نشر متطورة، والعمل على أهداف إستراتيجية لقطاع النشر؛ في مقدمتها دعم انتشار الكتاب السعودي محليًا وعالميًا، وتطوير قدرات دور النشر السعودية اقليميًا وعالميًا، مع تنظيم سوق النشر المحلي وتحسين بيئة الأعمال، إلى جانب تعزيز التواصل الفعال مع أصحاب العلاقة.
وتتمثل جهود المملكة في الاهتمام بالكتاب بصفته وعاء المعرفة، وحاضن الإبداع ومثبّت العلم؛ وذلك في التشجيع على القراءة بطرق عديدة، والتعريف بالإنتاج الفكري والأدبي والعلمي، وتدعيم حركة التأليف والنشر، إلى غير ذلك من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الوزارة، تلبيةً لتطلعات القطاع العريض من المثقفين والأدباء وعموم المجتمع، خاصةً في ظل مبادراتها لتعزيز دور المكتبات وتطويرها؛ باعتبارها من أهم روافد الثقافة، والحافظة لتراث الأمم وحضارة الشعوب.
ويمثل اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف؛ فرصة لإعادة هذه الحميمة تجاه الكتاب وتطوير بيئته، وتعزيز مكانته وعلاقته بالمجتمع كونه قيمة معرفية وثقافية تملأ الأفق الحضاري الذي يطل على الفكر والمعرفة بجميع صورها وأشكالها؛ وعملت المملكة على إعادة هيكلة منظومة القطاع الثقافي بما يحقق الارتقاء بالثقافة ويعزز جودة الحياة، ويسهم في تعزيز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا ويحقق رؤيتها الثقافية، ومما يسهم في ذلك توظيف التقنية والمحتوى الرقمي، والاهتمام بالكتاب الإلكتروني، ورقمنة التراث السعودي مما يلبي احتياجات المجتمع المعرفية والتفاعل مع المحيط الإقليمي والدولي، وتنمية الحالة الثقافية لدى فئات شرائح القراء
اليوم العالمِي لِلكتاب وحقوق المؤلف.. يبرز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي
16