اختتم المنتدى الإسلامي في الشارقة، سلسلة محاضرات توعوية بعنوان “الاعتدال والهوية الثقافية”، بحضور طلابي واسع من جامعتي الشارقة والقاسمية، بهدف تعزيز الوعي الوطني وترسيخ مفاهيم الاعتدال والهوية الثقافية في نفوس الشباب الجامعي، وضمن مبادرات المنتدى لإعداد جيل واعٍ ومعتزٍّ بهويته، وقادر على تمثيل قيم المجتمع الإماراتي بأفضل صورة.
واشتملت المحاضرات على محورين رئيسيين؛ وافتتح الدكتور تركي القحطاني، أستاذ مساعد في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، المحور الأول بعنوان “الهوية الثقافية والاعتدال: مفهومهما والعلاقة بينهما”، واستعرض الدكتور القحطاني التوجهات النظرية حول الهوية الثقافية، وأهمية الاعتدال كقيمة أساسية لدعم التعايش والتنوع في المجتمع، موضحاً كيف يمكن أن تكون الهوية الثقافية ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك ومعتدل، وطرح التجربة الإماراتية الفذة نموذجاً عالمياً للتعايش والاعتدال.
وتناول المحور الثاني الدكتور مهدي قيس الجنابي، أستاذ مشارك في التفسير وعلوم القرآن بجامعة الشارقة، وقدم محاضرة بعنوان “تقنيات حماية المبادئ والثوابت المجتمعية من المساس والتشكيك: نماذج تطبيقية”.
وتناول الدكتور الجنابي فيها أساليب عملية لحماية القيم المجتمعية، واستعراض نماذج تطبيقية من واقع المجتمع، مشيراً إلى دور التقنيات الحديثة في مواجهة التحديات الفكرية التي تمس المبادئ الثابتة.
ونبه على دور الاعتدال في تعزز القدرة على التعايش السلمي وقبول الآخر، وتجاوز تعقيدات الحياة العصرية وتعدد الثقافات، ويبني مفاهيم فعالة للتواصل مع الآخرين بمرونة وبدون تصادم، وفق أسس من احترام التنوع، مما يُعزز من قوة المجتمع من الداخل ويُمكنه من بناء علاقات قوية مع محيطه الخارجي.