عُقدت الندوة السنوية للجنة الإذاعة التابعة لاتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU)، والتي تناولت موضوعًا حيويًا وشائكًا في صناعة الإعلام، وهو “رقمنة الأرشيف”. شهدت الندوة حضورًا واسعًا من ممثلي الهيئات الإذاعية العربية والدولية، فضلاً عن عدد من الخبراء والمتخصصين في مجالات الأرشفة الرقمية والتقنيات الحديثة.
أهمية رقمنة الأرشيف:
تناولت الندوة أهمية رقمنة الأرشيف الإعلامي في الحفاظ على التراث الثقافي والإعلامي للأمة العربية. أشار المشاركون إلى أن الأرشيف الإذاعي يعد جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية والتاريخية لكل دولة، وهو عنصر أساسي في تعزيز الذاكرة الجمعية. مع تطور وسائل الإعلام وانتشار منصات البث الرقمية، أصبحت الحاجة إلى رقمنة الأرشيف أكثر إلحاحًا لتسهيل الوصول إلى المحتوى وحمايته من التدهور.
تعد عملية رقمنة الأرشيف خطوة هامة نحو توفير الوصول المستدام إلى المواد الإذاعية القديمة، والتي قد تحتوي على معلومات وذكريات تاريخية وثقافية غنية، مما يساهم في إحيائها واستخدامها في برامج إعلامية وتوثيقية.
ركزت الندوة على مناقشة مجموعة من المحاور المهمة التي تهم صناعة الإعلام العربي، ومن أبرز
استعرض الخبراء التحديات التقنية والفنية التي تواجه الإذاعات في رقمنة الأرشيف، ومنها ضعف البنية التحتية التقنية في بعض الدول، وكذلك تكلفة الرقمنة العالية التي قد تشكل عقبة أمام بعض الهيئات الإذاعية.
أفضل الممارسات في رقمنة الأرشيف:
ناقش المشاركون أساليب الرقمنة الحديثة، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في فهرسة وتصنيف الأرشيف، والتقنيات المتطورة في تحويل الأشرطة الصوتية القديمة إلى صيغ رقمية قابلة للاستخدام.
حفظ الأرشيف وحمايته من التدهور:
تم التطرق إلى الأساليب المتبعة في حفظ الملفات الرقمية وحمايتها من المخاطر التي قد تهدد استدامتها، مثل الهجمات السيبرانية أو تلف البيانات.
تطوير الشراكات والتعاون بين الهيئات الإذاعية:
تم التأكيد على أهمية التعاون بين الإذاعات العربية لتبادل الخبرات والموارد في مجال رقمنة الأرشيف، وتوحيد الجهود لتطوير أنظمة موحدة لحفظ واسترجاع المواد الإعلامية.
من أبرز فقرات الندوة كانت العروض التقديمية التي قدمتها مجموعة من الهيئات الإذاعية المشاركة، حيث عرض كل منها تجربته في رقمنة الأرشيف، وأهم التحديات والإنجازات التي حققها في هذا المجال.
تم اختتام الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية رقمنة الأرشيف كخطوة أساسية في الحفاظ على التراث الإعلامي والثقافي للأجيال القادمة. وأشادوا بالجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئات الإذاعية العربية في هذا المجال، مؤكدين على ضرورة استمرار التعاون العربي والدولي لضمان الاستفادة القصوى من الأرشيفات الإعلامية المحفوظة.