بدأت صحافة الموبايل في البحرين منذ أكثر من عقدين، وأصبحت إحدى التجارب الإعلامية الرائدة التي جذبت انتباه العديد من الصحف ووسائل الإعلام في الوطن العربي. تعود بدايات هذه الصحافة إلى عام 2005، حين قرر مجموعة من الصحفيين في البحرين استخدام هواتفهم المحمولة كأداة لنقل الأخبار العاجلة بطريقة أسرع وأكثر مباشرة.
الفكرة بدأت بشكل بسيط، عندما قرر 80 صحفيًا وصحفية في البحرين إنشاء «جروب» أو مجموعة على تطبيقات الرسائل القصيرة (SMS) والتراسل الفوري، لتمكينهم من تبادل الأخبار العاجلة بسرعة. كان الهدف هو الاستفادة من التقنيات الحديثة في ذلك الوقت لإيصال الخبر بأسرع ما يمكن، وهو ما لم يكن متاحًا عبر الصحف التقليدية أو الوسائل الإعلامية التقليدية التي كانت تستهلك وقتًا أطول لنشر الأخبار.
البداية مع 80 هاتفًا: بدأت التجربة بوجود 80 هاتفًا فقط، حيث قام الصحفيون باستخدامها في تغطية الأحداث العاجلة التي كانت تحدث في البحرين أو في المنطقة بشكل عام. كان يتم تبادل الأخبار عبر الرسائل القصيرة، أو ما يُعرف بالـ SMS، في حال حدوث أي حدث مهم مثل الحوادث، الاحتجاجات، أو الأحداث السياسية. وتعتبر هذه التجربة الأولى من نوعها التي استفادت من قدرة الهواتف المحمولة على إرسال الأخبار فور وقوعها، مما جعلها أكثر قدرة على المنافسة مع الصحافة التقليدية.
إطلاق «جروب» خبر عاجل البحرين: في مرحلة لاحقة، قرر الصحفيون البحرينيون توسيع هذه التجربة وإنشاء «جروب» متخصص في نشر الأخبار العاجلة، وهو ما أطلق عليه «جروب خبر عاجل البحرين». كان هذا القروب بمثابة منصة تفاعلية لمجموعة من الصحفيين المحترفين الذين كانوا يستخدمون هواتفهم المحمولة لنقل الأخبار والتحديثات بشكل لحظي. سرعان ما أصبح القروب نقطة محورية في نقل الأخبار في البحرين، وجذب إليه العديد من الصحفيين والمراسلين في دول أخرى.
تأثير الصحافة الموبايلية في العالم العربي: انتشرت فكرة صحافة الموبايل بشكل كبير بعد هذه التجربة البحرينية، وأصبح من الممكن لأي شخص يمتلك هاتفًا محمولًا أن يساهم في نقل الأخبار العاجلة. مع تطور التكنولوجيا وزيادة استخدام الإنترنت، أصبحت تطبيقات التراسل الفوري مثل «واتساب» و«تلغرام» جزءًا أساسيًا من أدوات الصحافة الموبايلية، حيث يتم تبادل الأخبار العاجلة بشكل أسرع وأكثر دقة.
وقد أثرت هذه التجربة البحرينية على الصحافة في العالم العربي، مما جعل العديد من الصحف ووسائل الإعلام تعتمد على الهواتف المحمولة بشكل أكبر لنقل الأخبار العاجلة وتغطية الأحداث لحظة بلحظة. وتعتبر البحرين اليوم من الدول الرائدة في صحافة الموبايل في المنطقة، حيث تستمر في مواكبة التطورات التقنية في مجال الإعلام.
الخلاصة: صحافة الموبايل، التي انطلقت من البحرين باستخدام 80 هاتفًا و«جروب خبر عاجل البحرين»، كانت بداية لثورة إعلامية في العالم العربي. هذه التجربة أظهرت كيف يمكن استخدام التقنيات الحديثة لنقل الأخبار بشكل أسرع وأكثر فعالية، مما أسهم في إعادة تشكيل مفهوم الصحافة في المنطقة
كيف انطلقت صحافة «الموبايل» من البحرين للوطن العربي؟ حكاية الـ 80 هاتف و «جروب» خبر عاجل البحرين
82