الموهبة طفرة يهبها الله لبعض البشر، يتميزون بها عن أقرانهم متى اكتُشفت مبكراً، وصُقلت بالتدريب لتطويرها، ومن ثم الرعاية والتمكين بشكلٍ صحيحٍ يُبرز مكامنها ويظهر إبداعاتها، وهو ما جعل وزارة الثقافة ترسم استراتيجية طموحة لتنمية القدرات الثقافية، من خلال الشراكات المدروسة، والعمل التكاملي مع مختلف الجهات الحكومية بهدف اكتشاف المواهب الثقافية في مراحل التعليم العام، ومن ثم التطوير المهني والمستدام لممارسي الفنون والثقافة وروّاد الأعمال.
وكانت وزارة الثقافة قد نظمت دورتين لمسابقة المهارات الثقافية بالشراكة مع وزارة التعليم في بداية عام 2023، استهدفت الطلاب والطالبات من المرحلة الابتدائية (الرابع، الخامس، السادس)، والمرحلتين المتوسطة والثانوية، وضمت المسابقة ستة مسارات ثقافية تغطي: الأفلام، والأدب، والفنون البصرية، والموسيقى، والمسرح، والتراث.
فيما تعاونت الوزارة مع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” عبر إطلاق برنامج تدريبي لمبتعثي التخصصات الثقافية؛ وذلك لتنمية الكوادر الوطنية المتخصصة في القطاعات الثقافية، وتعزيز الاستدامة المهنية لهم، وتمكين المبتعثين بالمهارات اللازمة للعمل في القطاع، حيث يندرج هذا البرنامج تحت مظلة الاتفاقية الموقعة بين وزارة الثقافة وصندوق تنمية الموارد البشرية.
ويسعى البرنامج إلى تدريب 100 خريج سعودي من برنامج الابتعاث، وذلك عبر انتدابهم في المؤسسات والشركات المختصة في التخصصات الثقافية، لمدة تصل حتى 12 شهرًا تدريبيًا في كلٍّ من فنون العمارة، والمسرح، والآثار والتراث، والموسيقى، وتصميم الأزياء، والفنون البصرية، وفنون الطهي، وعلوم وتكنولوجيا الأغذية، وصناعة الأفلام، والتصميم، والآداب واللغات واللغويات، والمتاحف والمكتبات.
هذا الاهتمام من قِبل وزارة الثقافة يأتي إيماناً منها بأهمية تضمين الثقافة والفنون في مناهج التعليم العام والأكاديمي، وبرامج التدريب المهني الذي يعد خريطة الطريق للموهوبين والمبدعين في الوقت الحالي والمستقبلي.
يُذكر أن تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية لعام 2023م، الصادر من وزارة الثقافة رصد عدد 185 طالباً وطالبة مبتعثين ضمن برنامج “الابتعاث الثقافي”، ليصل مجموع المبتعثين منذ إطلاق البرنامج عام 2020م إلى ما يقارب ألف مبتعث.