خاطب المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) محمد بن عبدربه اليامي المشاركين في أعمال المؤتمر الدولي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي” والذي عقد في قازان بروسيا .
ويشارك اليامي في الاجتماع تلبية لدعوة خاصة من فخامة رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخنوف.
وفي بداية كلمته، قدم اليامي الشكر لمجموعة الرؤية الاستراتيجية ولفخامة رئيس تترستان على الدعوة وكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مبديا سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الهام الذي يناقش قضية محورية تهم مستقبل الأوطان والشعوب، ألا وهي تعزيز التعاون في مجال السياسة الشبابية بين روسيا ودول العالم الإسلامي.
وقال اليامي” مثلت العلاقة مع “مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا -العالم الإسلامي” أحد المنعطفات المهمة بالنسبة لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، ليس فقط لأنها مكنت الاتحاد من التواصل بفعالية مع العالم الروسي بمؤسساته الإعلامية والفكرية، وإنما لأنها أرست أساساً متيناً للتعاون المستدام بين المؤسسات الإعلامية في دول منظمة التعاون الإسلامي ونظيراتها في جمهورية روسيا الاتحادية، وفتحت آفاقاً واسعة من العمل المشترك في سبيل تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة، والدفع باتجاه فضاء إعلامي قائم على التعددية والاحترام المتبادل والدفاع عن القيم الروحية والتقليدية”.
وأبان أن العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ، وتستند إلى روابط ثقافية وحضارية وروحية عميقة، حيث أدركت روسيا، انطلاقاً من هذه الروابط، أهمية بناء شراكات استراتيجية مع دول العالم الإسلامي، خاصة في ملف تمكين الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية لمستقبل أي أمة.
وأشار اليامي إلى التحديات التي تواجه هذا التعاون، والتي تتطلب تعاملاً واقعياً وحكيماً لتجاوزها، موضحا أنها تنحصر في:
أولاً، تحديات سياسية وجيوسياسية، ومنها تباين مواقف الدول الإسلامية تجاه ملفات إقليمية معقدة، فضلاً عن وجود قوى دولية أخرى تتنافس على النفوذ في العالم الإسلامي، مما يزيد من تعقيد المشهد.
ثانياً، تحديات ثقافية واجتماعية، حيث تختلف الرؤى حول نماذج بناء الهوية الشبابية، فبينما تركز روسيا على مفهوم الهوية الوطنية ذات الطابع العلماني، تميل بعض الدول الإسلامية إلى تعزيز الهوية الدينية في سياساتها الشبابية. كما أن ضعف انتشار اللغة الروسية مقارنة بالإنجليزية أو التركية يشكل عائقاً أمام التفاهم العميق بين الشباب.
ثالثاً، تحديات أمنية مشتركة تتعلق بمكافحة التطرف والإرهاب، وهي قضايا تمس أمن الجميع لكنها تحتاج إلى معالجة متوازنة تحترم الخصوصيات الثقافية والدينية.
وأكد اليامي أنه ورغم هذه التحديات، فإن الأفق يحمل فرصاً حقيقية لتعزيز الشراكة في هذا المجال من خلال خطوات عملية وملموسة منها:
تعزيز الحوار الديني والثقافي عبر إنشاء منصات ومنتديات تشجع على التفاهم المتبادل وتصحح الصور النمطية
توسيع التعاون التعليمي والتدريبي عبر تقديم منح دراسية، وبرامج لتبادل الطلاب وتدريب القيادات الشابة في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال
إطلاق مبادرات اقتصادية مشتركة تدعم الشركات الناشئة وتفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب في مجالات الابتكار والاقتصاد الرقمي
التعاون في مكافحة التطرف من خلال تبادل الخبرات وتطوير برامج لإعادة تأهيل الشباب المتأثرين بالأفكار المتطرفة، بالتنسيق مع علماء الدين المعتدلين.
استخدام الفنون والرياضة كجسور للتواصل، من خلال بطولات رياضية ومشاريع فنية مشتركة تعكس روح التعايش والتفاهم.
كما أكد أن نجاح هذا التعاون يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية هي:
– احترام الخصوصيات الثقافية والدينية لشباب العالم الإسلامي.
– تعزيز الشفافية والوضوح في المبادرات المشتركة لبناء الثقة.
– تجنب التسييس المباشر للملفات الشبابية والتركيز على المصالح الحقيقية المشتركة.
واختتم حديثه قائلا ” لا نسعى لمنافسة أحد، بل نطمح إلى أن نكون شركاء صادقين ومساهمين فاعلين في تمكين شباب العالم الإسلامي، جنباً إلى جنب مع شركائنا في المنطقة، لمواجهة التحديات المشتركة، وبناء مستقبل قائم على الاحترام المتبادل والتنمية الشاملة.. نؤمن بأن التعاون الصادق والبنّاء في مجال السياسة الشبابية يمكن أن يكون نموذجاً إيجابياً للعلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، بعيداً عن الاستقطاب، وقريباً من روح الشراكة الحقيقية”.
المصدر: يونا
بدعوة من رئيس جمهورية تتارستان .. مدير عام “يونا” يخاطب المشاركين في المؤتمر الدولي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي”
50