تعقد الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بالتعاون مع مؤسسات المنظمة ذات الصلة، ورشة عمل حول “إدارة استخدام المياه في الزراعة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي” في الفترة من 26 إلى 28 مايو 2025، وذلك في مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الرباط، المملكة المغربية.
تهدف ورشة العمل، التي استقطبت مشاركين من أكثر من 20 دولة من الدول الأعضاء، إلى توفير منصة تعاونية للدول الأعضاء في المنظمة لتحديد ومعالجة التحديات الرئيسية التي تعيق الإدارة المستدامة للموارد المائية واستخدامها في القطاع الزراعي. ومن خلال تعزيز الحوار وتبادل أفضل الممارسات وبناء القدرات، تسعى هذه الفعالية إلى تعزيز مرونة النظم الزراعية، وتحسين الأمن الغذائي، والنهوض بالتعاون فيما بين دول المنظمة في مجال الإدارة المستدامة للمياه. وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد عبد النور سكيندي، المدير العام لإدارة العلوم والتكنولوجيا في منظمة التعاون الإسلامي، أن ندرة المياه لا تزال تُمثل مشكلةً حرجةً تواجه العديد من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وشدد على الحاجة المُلحة للعمل الجماعي والتضامن وتعزيز التعاون لمواجهة هذه التحديات المشتركة. كما سلط الضوء على أنه من خلال تطوير الأطر المؤسسية، والاستثمار في بناء القدرات، وتعزيز مبادرات تبادل المعرفة، يُمكن للدول الأعضاء بناء ثقة الجمهور وتعزيز أنظمة حوكمة المياه.
ترأس حفل الافتتاح سعادة الدكتور عبد الإله بن عرفة، نائب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). وقد أشاد في كلمته بمنظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها لدورها الاستباقي في تعزيز التنمية المستدامة من خلال المبادرات التعاونية. كما أكد على أهمية معالجة ندرة المياه كأولوية استراتيجية، وأشاد بجهود المنظمة في دعم الدول الأعضاء لتبني حلول مبتكرة للاستخدام المستدام للمياه في الزراعة. وأكد الدكتور بن عرفة على أن ورش العمل هذه لا تُعزز التعاون الفني وتبادل المعرفة فحسب، بل تُمثل أيضًا منصات حيوية لصياغة سياسات عملية تُسهم في تحقيق الأمن الغذائي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ في جميع أنحاء منطقة منظمة التعاون الإسلامي.
وفي كلمته، أكد المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة موارد المياهعلى أن المياه والزراعة تشكلان العمود الفقري لمجتمعات منظمة التعاون الإسلامي. ومع ذلك، يتعرض كلاهما لضغوط هائلة – حيث لا يزال تغير المناخ، واستنزاف الموارد، والممارسات غير الفعالة، وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، تهدد جميعها أسس الأمن الغذائي والمائي. وأضاف المدير التنفيذي أن هذه الورشة تُعقد لمناقشة هذه التحديات، بالإضافة إلى سبل المضي قدمًا من أجل التوصل إلى حلول عملية وعلمية وتعاونية.
أبرز المنسق العام للجنة الوزارية الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي في منظمة التعاون الإسلامي (كومستيك)، في كلمته، أن هذه الورشة تعقد في توقيت بالغ الأهمية حيث تأتي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول جريئةوتعاونية وقائمة على العلم. وأكد أن نهج ترابط المياه والطاقة والغذاء والأنظمةالبيئية لم يعد مفهومًا نظريًا؛ بل أصبح إطارًا للعمل في كل السياساتوالمشاريع التي تمس أنظمتنا الغذائية. وقد حثّ المشاركين على اغتنام الفرصة في هذه الورشة وجعلها حافزًا للابتكار والتعاون والتحول من أجل مستقبل الزراعة، والأمن الغذائي في مجتمعات منظمة التعاون الإسلامي، ولصون كرامة الأجيال القادمة.
أشاد المشاركون بالتقدم الكبير الذي أحرزته مختلف الدول الأعضاء، الذي يتحقق غالبا بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين، في تبني حلول مبتكرة وتقنيات متقدمة لإدارة استخدام المياه في الزراعة. وقد أكد المشاركون على أهمية تكثيف الجهود لتبادل الخبرات العلمية، ونهج التخطيط الاستراتيجي، والتقنيات الناشئة – بما في ذلك الذكاء الاصطناعي – لضمان استدامة المياه على المدى الطويل، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء منطقة منظمة التعاون الإسلامي.
سوف تختتم الورشة أعمالها بمجموعة من التوصيات، التي ستُرفع إلى المؤتمر الإسلامي للوزراء المسؤولين عن المياه، المقرر عقده في جدة، في أكتوبر 2025.
المصدر: منظمة التعاون الإسلامي
منظمة التعاون الإسلامي تعقد ورشة عمل حول إدارة استخدام المياه في الزراعة في الدول الأعضاء
34