أبدى المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية رافان حسنوف، أسفه لاستمرار الإسلاموفوبيا كقضيةً مُلحة في العالم، مطالبا بتكثيف مناقشتها وإبقائها على جدول الأعمال العالمي ليساعد ذلك في الدفع نحو الاعتراف بالإسلاموفوبيا كشكلٍ من أشكال التمييز.
وقال حسنوف خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام تحت شعار “الاسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية” والذي عقد بمقر الجامعة العربية، إن الإسلاموفوبيا ليست مجرد شكلٍ من أشكال التحيز، بل هي مشكلةٌ منهجية تُقوّض النسيج الاجتماعي والقيم الأساسية التي تُبنى عليها الديمقراطيات، المساواة، حرية الدين، الكرامة الإنسانية، والعدالة.
وأضاف” تزدهر الديمقراطية في جوهرها بالاندماج، وهو مبدأ أن يتمتع كل مواطن، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو خلفيته، بحقوقٍ وفرصٍ متساوية في المجتمع، والإسلاموفوبيا تعارض هذا المبدأ بشكلٍ مباشر، فهي تُنفّر ملايين المسلمين حول العالم، وتُثير الشك في ولائهم، وتُصوّرهم في كثير من الأحيان كتهديداتٍ بدلاً من أن يكونوا مساهمين قيّمين في المجتمع، وعندما تُطبّق مثل هذه الروايات، فإنها تبدأ بتشويه السياسات العامة، والتأثير على التشريعات بشكل غير عادل، وإضفاء الشرعية على التمييز في الحياة اليومية”.
وأوضح أن بعض الديمقراطيات، تعتمد قوانين تؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الإسلامية كفرض قيود على الملابس، ومراقبة المساجد، واستبعاد الممارسات الإسلامية من الأماكن العامة، حيث كثيراً ما تُبرّر هذه الإجراءات بذريعة العلمانية أو الأمن القومي، لكنها في الحقيقة تُنشئ نظاماً مزدوجاً يُعامل فيه المسلمون كمواطنين من الدرجة الثانية.
وطالب بضرورة ألا يكون الأمن على حساب الحريات المدنية، حيث لا يمكن لأي ديمقراطية أن تنجو إذا نظرت إلى مجتمع ديني بأكمله بريبة، ففي اللحظة التي يُسمح فيها للخوف بأن يتغلب على العدالة، تفقد السلطة الأخلاقية ذاتها التي تُشرّع الحكم الديمقراطي.
وشدد حسنوف على أن الإسلاموفوبيا ليست انتهاكاً لحقوق الإنسان فحسب؛ بل تُمثّل فرصة ضائعة، مؤكدا أن المجتمعات الإسلامية حول العالم غنية بالمساهمات الفكرية والثقافية والروحية، وعندما تُهمّش المجتمعات هؤلاء، فإنها تحرمهم من موهبتهم وابتكارهم ووحدتهم الاجتماعية.
وطالب الإقرار بأن الإسلاموفوبيا مشكلة عالمية تتجاوز الحدود، وتتجلى في أشكال عديدة كجرائم الكراهية، والخطاب السياسي (المسموم)، والتغطية الإعلامية المتحيزة، والمضايقات الإلكترونية، والسياسات المؤسسية التمييزية، وجميعها تتغذى على الحركات الشعبوية، والتضليل الإعلامي، وصعود الأيديولوجيات القومية الإقصائية.
وأشار حسنوف إلى ما توليه جمهورية أذربيجان من أهمية كبيرة للإسلاموفوبيا ومكافحتها، وقال إنهم في مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، يشاركون بنشاط في هذا المجال، إلا أنه طالب باتخاذ خطوات فورية من بينها تسمية المشكلة بوضوح وجرأة سعيا لمعالجتها بالجدية التي تستحقها، وعدم السماح للنقاشات الدلالية بأن تصرف الانتباه عن جوهر القضية، مشيرا إلى أن العديد من المنظمات الدولية والدول لا تزال تتجاهل الإسلاموفوبيا كشكل محدد من أشكال التمييز مما يشكل عائقًا أمام اتخاذ إجراءات جادة.
وتطرق حسنوف إلى أهم ما جاء في المؤتمر الدولي الذي تم تنظيمه في العاصمة الأذربيجانية باكو في مايو الماضي، بالشراكة مع 12 منظمة دولية، مشيرا إلى صدور قرار بإنشاء منصة مستدامة ومنظمة لمعالجة هذه القضية، مؤكدا أنه تم بالفعل تطوير موقع إلكتروني لهذه المبادرة، مبديا تمنياته بأن ينضم العالم الإسلامي بأكمله، إلى جانب شخصيات عامة وسياسية وأكاديمية بارزة ومنظمات دولية من العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية، إلى هذه المبادرة وتقديم دعمهم المعنوي.
واختتم حسنوف حديثه مطالبا بضرورة تنفيذ مجموعة من المبادرات المشتركة تشمل الإعلام، والتعليم، وإشراك الشباب، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وتعزيز التعاون القائم على المشاريع مع الجاليات المسلمة في الخارج.
المصدر: يونا