تتجدد مسيرة الشراكة السعودية – الأمريكية الممتدة لأكثر من 92 عامًا، مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظه الله–، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تلبيةً لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في محطة جديدة تؤكد متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، وقيمتها الإستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتأتي الزيارة تتويجًا لمسار طويل من التعاون الوثيق، بدأ منذ اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله– والرئيس فرانكلين روزفلت عام 1945 على متن الطراد “كوينسي”، والذي أسس لعلاقة تتجاوز البعد السياسي لتتحول إلى شراكة متعددة الأبعاد تشمل الاقتصاد والدفاع والطاقة والأمن والتقنية.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات السعودية – الأمريكية تطورًا نوعيًا، تمثل في توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية، وإطلاق مبادرات واسعة في قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة، والصناعات العسكرية، والفضاء، والذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي، والصحة والتعليم. كما عزز البلدان تعاونهما في مكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم الجهود الإقليمية لحفظ الأمن والاستقرار.
ويعمل البلدان على فرص شراكة استراتيجية تتجاوز 600 مليار دولار، من بينها استثمارات كبرى في مجالات الطاقة، والتعدين، والتقنية، والصناعات المتقدمة، إلى جانب توقيع اتفاقيات بين وكالة الفضاء السعودية ووكالة ناسا للتعاون في مهمة أرتميس 2، وتوسيع حضور الشركات الأمريكية بالمملكة ضمن مشاريع رؤية 2030.
كما تؤكد هذه الزيارة مكانة المملكة بصفتها قوة إقليمية مؤثرة وشريكًا دوليًا موثوقًا، ودورها المتنامي في رسم ملامح الاستقرار العالمي، وتعزيز التعاون الدولي، وقيادة تحولات اقتصادية وتقنية كبرى على مستوى العالم.
وتبدو ملامح المرحلة المقبلة واعدة بمزيد من الشراكات النوعية بين الرياض وواشنطن، بما يعزز الأمن والاستقرار ويخدم التنمية والازدهار العالميين، ويكرّس مكانة العلاقة السعودية – الأمريكية كإحدى أهم العلاقات الإستراتيجية في العالم.