جدة –أعرب المدير التنفيذي للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور هادي بن علي اليامي، عن تطلعه إلى أن تُشكل الدورة العادية السادسة والعشرين للهيئة، التي انطلقت أعمالها اليوم الأحد وتستمر حتى 18 ديسمبر الجاري، إضافة نوعية لمسيرة تعزيز وحماية حقوق الإنسان في دول منظمة التعاون الإسلامي، وترسيخاً لنهج الشراكة والعمل المؤسسي المشترك.
وفي كلمته الترحيبية بأعمال الدورة، التي تُعقد تحت عنوان «تنمية الشباب في دول منظمة التعاون الإسلامي: التحديات والفرص من منظور حقوق الإنسان»، رفع الدكتور اليامي خالص الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما توليه المملكة من دعم كريم ومتواصل للهيئة واستضافتها، بما يعكس التزاماً راسخاً بدعم منظومة حقوق الإنسان والعمل الإسلامي المشترك.
وأكد أن حضور معالي نائب وزير خارجية الجمهورية التركية، السيد نيازي أكار، يجسد عمق التزام الجمهورية التركية بدعم أعمال الهيئة وتعزيز دورها.
وأشاد بجهود رئيس الهيئة الدكتور حاجي علي أجيكجول خلال فترة رئاسته، وما أسهم به في تطوير مسار عمل الهيئة، معلناً تولي معالي الدكتور سعيدو دوجون غويدا رئاسة الهيئة لعام 2026، ومؤكداً السعي معه لتعزيز ولاية الهيئة، كما رحب بالأعضاء الجدد وإسهامهم بخبراتهم في دعم مسيرة حقوق الإنسان في العالم الإسلامي.
وأوضح الدكتور اليامي أن الهيئة واصلت خلال الفترة الماضية تفاعلها مع القضايا الحقوقية الملحّة، حيث عقدت دورة طارئة لمعالجة تداعيات إنسانية جسيمة، تأكيداً على جاهزيتها وتحملها لمسؤولياتها. كما عززت شراكاتها المؤسسية من خلال توقيع مذكرتي تفاهم مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي وصندوق التضامن الإسلامي، دعماً للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها الحق في الغذاء والتنمية المستدامة.
وفي إطار التطوير المؤسسي، أشار إلى شروع الهيئة في إعداد خطة استراتيجية للمرحلة المقبلة بوصفها خارطة طريق تمكّنها من تحقيق رسالتها وأهدافها، وترتكز على وضوح الولاية، وتعزيز الحوكمة، وتطوير آليات العمل، والانفتاح على الدول الأعضاء، والاستفادة من المقارنات المرجعية مع المؤسسات المماثلة، إلى جانب توسيع الشراكات مع المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني، وتعزيز الأثر العملي لبرامج وتوصيات الهيئة.
كما أكد أن الهيئة تعمل على تعزيز قدراتها البشرية عبر استقطاب الكوادر المتخصصة في مجال حقوق الإنسان، بالتوازي مع التنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي لتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الأمن السيبراني، ودعم مسار التحول الرقمي، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتعزيز التواصل مع الدول الأعضاء.
وأشار في هذا السياق إلى تعزيز التعاون مع اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا) من خلال تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة، بما يشمل دعم التغطية الإعلامية المهنية، وتبادل المحتوى والخبرات، وتعزيز قنوات التواصل، وإبراز القضايا الحقوقية ذات الأولوية، معرباً عن شكره وتقديره للاتحاد على دعمه وتعاونه.
وفيما يتعلق بمحور الدورة، حدد الدكتور اليامي أربعة مجالات رئيسة تستحق الاهتمام المشترك، تشمل:
التكنولوجيا والشمول،
الحوكمة ومشاركة الشباب،
تنمية المهارات،
أطر الحماية المعيارية المتسقة مع المعايير الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان.
وفي ختام كلمته، أعرب المدير التنفيذي للهيئة عن بالغ امتنانه لجميع الدول الأعضاء لما أبدته من التزام واضح بدعم جهود الهيئة، وخص بالشكر جمهورية تركيا وجمهورية أذربيجان على ما قدمتاه من دعم طوعي كريم سيكون له أثر مباشر في تمكين الهيئة من الاضطلاع بمهامها المتزايدة، معرباً عن تطلعه إلى أن تحقق أعمال هذه الدورة النجاح المنشود، وتسهم مداولاتها في تعزيز الشراكات، والارتقاء بأداء الهيئة، وخدمة تطلعات شعوب دول منظمة التعاون الإسلامي
الدورة الـ26 تعزز مسيرة حقوق الإنسان بالتعاون الإسلامي
14