ونحن نحتفل بعيد الإعلاميين بات واضحا أن من أهم التحديات التى تواجه العاملين فى الإعلام هو تأثير الذكاء الاصطناعى على عمل الإعلاميين.
فالذكاء الاصطناعى الآن يُحدث ثورة فى مختلف الصناعات، بما فى ذلك صناعة الإعلام والحرص على مواكبة التطورات التكنولوجية فى مجالات الإعلام الرقمى والذكاء الاصطناعى أصبحت ضرورة ملحة لما يشهده فضاء الإعلام من تطورات سريعة ومتلاحقة، فالذكاء الاصطناعى يُعد قوة قوية يمكن أن تُغير صناعة الإعلام بشكل جذرى. ومن المهم للصحفيين والإعلاميين بشكل عام فهم إمكانيات الذكاء الاصطناعى وكيفية استخدامه لتعزيز مهاراتهم وإنتاج محتوى أفضل.
ويجب التأكيد على أن الأله وتطبيقات الـ Ai لن تحل محل العنصر البشرى ولكنها فقط تساعد على إنجاز المهام الروتينية وأتمتة كل ما كان يتطلب جهدا ووقتا من العنصر البشرى فالمحتوى الإبداعى الذى يتطلب المشاعر والانفعالات لن تتفوق الآلة فيه على العنصر البشرى، وبالتالى الآلة عامل مساعد للعنصر البشرى دون الاستغناء عنه. ومن يردد غير ذلك «مخطئ».
فيمكن للذكاء الاصطناعى أتمتة مهام جمع البيانات مثل البحث عن المعلومات واستخراجها من النصوص والصور ومقاطع الفيديو والتحقق من صحة المعلومات من مصادر متعددة وتحديد المحتوى المزيف أو المضلّل مما يعزز من مصداقية الصحافة وهنا تبرز القيمة الإعلامية للذكاء الاصطناعى فى تلك المقدرة على كشف المحتوى الزائف الذى يشكل تحديا فى مجال الإعلام.
كما يمكن للذكاء الاصطناعى تحليل كميات كبيرة من البيانات لتحديد الاتجاهات والأنماط لإنتاج مختلف الأنواع الصحفية.
وأيضا يمكن للذكاء الاصطناعى تحليل سلوكيات المستخدم لإنشاء محتوى إخبارى مخصص لاهتمامات كل فرد من خلال خوارزميات البحث التى تعمل بالذكاء الاصطناعى، ومع زيادة التركيز على الإبداع والتحليل: مع أتمتة المهام المتكررة، سيكون لدى الإعلاميين المزيد من الوقت للتركيز على المهام الإبداعية مثل كتابة القصص وتحليل البيانات.
ومن ناحية أخرى سيخلق الذكاء الاصطناعى فرص عمل جديدة لذوى المهارات المتخصصة فى مجالات مثل تحليل البيانات وعلوم الكمبيوتر.
ومن المهم التأكيد على أن الذكاء الاصطناعى لا يُشكل تهديدًا لوظائف الإعلاميين بل هو أداة يمكن استخدامها لتعزيز مهاراتهم وإنتاج محتوى إخبارى أفضل وأكثر فائدة للجمهور. فالذكاء الاصطناعى لا يُمكنه استبدال الإبداع والتفكير النقدى، وهما مهارات ضرورية للإعلاميين.
وأرى أن التأقلم مع الوضع العالمى الجديد فى استخدام الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته وإيجاد سبل للتعايش معها، وتأهيل البنية التحتية لكافة المؤسسات الإعلامية لتعتمد على حلول تكنولوجية مبتكرة ترتكز على أدوات التحليل الرقمى للبيانات وتدريب الكوادر البشرية عليها هو السبيل الوحيد لنستطيع مواكبة ما يحدث حولنا.
ولكن من المهم أيضًا وضع حوكمة لتطبيق الأخلاقيات فى الذكاء الاصطناعى وهى عملية مستمرة تتطلب التعلم والتكيف المستمرين ويمكننا وقتها العمل على إحداث تأثير إيجابى لهذا الذكاء الاصطناعى القادم للبشرية جمعاء بطريقة مسؤولة وأخلاقية.