تنعقد القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض،في ظل ظروف استثنائية شديدة الخطورة ومأساة إنسانية مروعة تعصف بقطاع غزة المحاصر، بينما دخلت الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأشقاء الفلسطينيين في القطاع شهرها الرابع عشر على التوالي، وقد ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين هناك إلى 43603 شهداء، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، كما ارتفع عدد الجرحى والمصابين إلى 102929 جريحا، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وتأتي القمة في وقت امتدت فيه نيران الحرب في قطاع غزة إلى لبنان الشقيق، الأمر الذي يهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط برمته، كما تأتي في وقت صعدت فيه قوات الاحتلال حرب الإبادة والتهجير وتدمير لمقومات الحياة البشرية والإنسانية كافة في شمال قطاع غزة، إلى جانب استخدام التجويع كسلاح في هذا العدوان الذي كسر كل القوانين والقيم والمبادئ المتعارف عليها في العلاقات الدولية والأعراف الإنسانية.
وتسعى القمة العربية الإسلامية غير العادية للخروج بتوافق عربي وإسلامي على ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة، والخروج برؤية موحدة لوقف هذا العدوان الإسرائيلي، إلى جانب التأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار في لبنان.
ويتطلع القادة المشاركون في القمة لإيصال صوت العالمين العربي والإسلامي واضحا وعاليا بعد عام وأكثر من جرائم القتل العشوائي والانتقام والعقاب الجماعي الأهوج، للشعب الفلسطيني، إلى جانب إرسال رسالة للعالم مفادها أن الموقف لم يعد يحتمل السكوت، وإن كل الضغوط التي بذلت على الاحتلال لوقف آلة الحرب لم تكن كافية.
من المنتظر أن تطالب القمة المجتمع الدولي خاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالقيام بدورهم الفعلي حيال وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنقاذ المدنيين من تفاقم الكارثة الإنسانية، التي ستنعكس على الأمن والسلم الدوليين، بالتحرك الفوري واتخاذ الخطوات الجادة والعاجلة، لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة للسكان في القطاع المحاصر.
كما تمثل القمة رسالة دعم للفلسطينيين واللبنانيين، في وجه حرب الإبادة والتهجير والتجويع ، ودعم لصمود الفلسطينيين البطولي على أرضهم ودعم لحقوقهم المشروعة التي لا يمكن لأحد أن يفرط فيها أو يتنازل عنها، وفي مقدمتها حقهم في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.