شهدت فعاليات “شهر اللغة العربية” الذي ينظمه “مجلس اللسان العربي بموريتانيا” الذي انطلق في نوفمبر و يستمر حتى نهاية ديسمبر الجاري في العاصمة الموريتانية نواكشوط ندوة ثقافية حملت عنوان “المعجم التاريخي للغة العربية.. منجز العصر وإسهام القطر” سلطت الضوء على أهمية المعجم كواحد من أبرز المشاريع التي تخدم اللغة العربية وتعزز مكانتها تبعها عرض فيلم وثائقي يستعرض مسيرة المعجم ومراحل العمل عليه.
جاء افتتاح “شهر اللغة العربية” تحت إشراف معالي السيد الحسين امدو وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة الموريتانية بحضور ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية وجمع من النخبة الثقافية والعلمية والسياسية والإعلامية في موريتانيا .
شارك في الندوة كل من الأستاذ الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا والأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية والعلمية العربية والأستاذ أبو بكر سيلا ممثل الهيئات العاملة من أجل التمكين للغة العربية والأستاذ ابوه بلبلاه مدير الدروس في المدرسة العليا للتعليم ضيف هذه النسخة من “شهر اللغة العربية“.
وأشاد معالي الوزير الموريتاني بدور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في تطوير عمل المجامع العربية والإنجاز الذي حققته الشارقة والمتمثل في إصدار”المعجم التاريخي للغة العربية” في 127 مجلداً مشيراً إلى العناية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد بن الشيخ الغزواني للتمكين للغة العربية داعيا إلى مضاعفة الجهود لمعالجة النقص الحاصل في محتواها الرقمي و مؤكداً أن اللغة العربية منارة الموريتانيين في الداخل وسفارتهم في الخارج.
من جانبه أكد الخليل النحوي مكانة اللغة العربية المتقدمة بين اللغات العالمية الأكثر أهمية والأسرع انتشارا وركز على جهود إنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية” وما تميز به من سرعة وإتقان بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة الذي سخّر كل الوسائل الفعالة لهذا المشروع الضخم الذي يخدم الأمة العربية والإسلامية وينشر العلم والمعرفة في العالم بأسره.
وأشار النحوي إلى أن دعم ورعايه وإيمان صاحب السمو حاكم الشارقة بالعمل الجماعي ووضعه مشروع المعجم تحت مظلة “اتحاد المجامع العربية” كانت عوامل أساسية في تسريع الإنجاز بحيث أصبح “المعجم التاريخي للغة العربية” أسرع المعاجم التاريخية إنجازاً إذ استغرق تحريره وطباعته أقل من خمسة أعوام.
وتوجه النحوي بالشكر لفريق “المعجم التاريخي للغة العربية” في موريتانيا على مستويات التحرير والمراجعة بمراحلها المختلفة مشدداً على أن دعوة “مجلس اللسان العربي” للتنسيق مع المجامع اللغوية لاقت تجاوباً غير مسبوق من الهيئات العاملة من أجل التمكين للغة العربية مما أسهم في تحويل “اليوم العالمي للغة العربية” إلى أسبوع ثم إلى شهر كامل بفضل تضافر جهود أعضاء “منسقية سدنة اللغة العربية“.
بدوره، أشاد سعادة الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور برؤية ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة ودوره المحوري في إنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية” وتحقيق هذا الحلم المنشود مثمناً إسهام موريتانيا في إنجاز المعجم وبدورها التاريخي في نشر اللغة العربية في أفريقيا.
من جهته قال الأستاذ أبو بكر سيلا ان إنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية” يشكل حافزاً للعودة إلى كتابة اللغات الوطنية بالحرف العربي كما كانت تكتب به منذ قرون طوال.
و استعرض الأستاذ ابوه بلبلاه ريادة المدرسة العليا للتعليم وكثرة خريجيها من أساتذة اللغة العربية ومفتشيها منذ انطلاقها عام 1970 بقيادة مديرها العام الأول العلامة الدكتور محمد المختار بن اباه رحمه الله ومساهمتهم في إنجاز المعجم.
وتضمنت فعاليات حفل افتتاح “الشهر العالمي للغة العربية” عرض فيلمين وثائقيين الأول حول “المعجم التاريخي للغة العربية” وخطوات إنجازه ومراحل العمل عليه والثاني عن مسيرة “مجلس اللسان العربي بموريتانيا” وفي ختام الحفل تم تكريم أعضاء الفريق الموريتاني من المشاركين في “المعجم التاريخي للغة العربية” ومنحهم شهادات تقدير