تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، ينظم مركز أبوظبي للغة العربية، النسخة الخامسة من مهرجان الظفرة للكتاب، في الحديقة العامة بمدينة زايد، تحت شعار “يسقي الظفرة ويرويها”، بمشاركة 100 جهة محلية وعربية تعرض 50 ألف عنوان.
ويطرح المهرجان، الذي حقق نسبة نمو في عدد دور النشر المشاركة وصل إلى 100% مقارنة بالعام الماضي، أكثر من 200 فعالية نوعية تُرسخ الانتماء للإرث الثقافي والأدبي والفني الإماراتي، وتوثق ارتباط النشء بالقراءة، عبر تجربة عائلية غامرة.
وصمم المهرجان فعالياته في ضوء فهم عميق لخصوصية الظفرة وتفردها، وصولا إلى تطوير المشهد الثقافي للمنطقة، وتعزيز ارتباط سكانها بتراثهم العريق.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن مهرجان الظفرة للكتاب يواصل عبر دوراته المتتالية تسليط الضوء على المكانة المرموقة للظفرة، من أجل توثيق العلاقة بين الأجيال الجديدة والتراث الأصيل لهذه المنطقة وإبداعاتها المتعددة، وكنزها من الشعر والشعراء، ومن أجل تعزيز حضور اللغة العربية وفنونها وآدابها في تظاهرة ثقافية تحتفي بالمعرفة والفنون والكتاب.
وأضاف أن فعاليات وبرامج المهرجان تركز هذا العام على القيمة الثقافية والمعرفية التراثية للظفرة، وتظهر مدى غناها وتنوعها الفريد، بوصفها مصدر إلهام للكثير من الشعراء والأدباء الذين تغنوا بسحر المنطقة وجمالها، في تعبير فني بديع عن قوة ارتباط الإنسان الإماراتي بطبيعته وبيئته ومفردات ثقافته العريقة.
وأشار سعادته إلى أن عدد العارضين المشاركين في المهرجان هذا العام حقق قفزة نوعية، تؤكد نجاح فكرة المهرجان وحرص الناشرين الإماراتيين على الوصول لشرائح المجتمع المتنوعة، وهو ما يصب في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لمركز أبوظبي للغة العربية المتعلقة بدعم صناعة النشر المحلية، وتعزيز مكانة اللغة العربية، وبناء أجيال مثقفة ومحبة للقراءة وأكثر ارتباطاً بتراثها وقيمها الأصيلة.
واستحدث المهرجان هذا العام فعاليات عدة أبرزها فعالية “حضيرة بينونة” المستوحاة من احتشاد الناس حول “الحكواتي” قديما للاستماع إليه يروي القصص وسط أجواء تفاعلية، و”البرنامج الموسيقي”، الذي يتضمن جلسات غنائية إماراتية، وعروضا موسيقية متجولة، وحفلا لفرقة “كورال العرب”، تؤدي خلاله قصائد خالدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وعروض طبخ حية أمام الزوار بالتعاون مع طهاة محترفين، وأسر منتجة إلى جانب فعالية “دوري الناشئين”، التي تشتمل على مسابقات رياضية للناشئة بالتعاون مع نادي الظفرة الرياضي.
ويرتبط المهرجان بخصوصية منطقة الظفرة، ويستمد رؤيته من موروثها الثقافي المحلي بهدف تعزيز مكانتها على الساحة الثقافية في الدولة؛ إذ إنه يقام في قلب الربع الخالي، احتفاء بجوهر حياة الإماراتيين وتراثهم، حيث تتقاطع الصحراء مع البحر.
وللعام الثالث على التوالي، يقدم المهرجان على منصته الرئيسة فعالية “ليالي الشعر: أصوات حبّتها الناس”، احتفاء برواد الثقافة والفن من شعراء الظفرة ومطربيها ، كما يستضيف ورشا تراثية تعليمية تستهدف جيل “ألفا”، إلى جانب أخرى مصممة لأصحاب الهمم.