أطلقت «دبي للإعلام»، أمس، «دار البيان للنشر»، المشروع الثقافي النوعي، تماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرامية إلى ترسيخ دبي وجهة ثقافية وإعلامية عالمية، وحاضنة رئيسة للمواهب والمبدعين، ومنارة للأدباء والكتاب والمفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم، ومن المنتظر أن يفتح هذا المشروع الرائد آفاقاً جديدة للإبداع من دبي إلى العالم، بما سيعتمده من أساليب عصرية، وتقنيات متطورة، تُغني ميادين الأدب والثقافة برؤى متنوعة ومجالات جديدة في البحث والاستقصاء والكتابة والترجمة، تتجاوز أطرها المحلية إلى آفاق عالمية جديدة.
وجاء إطلاق «دار البيان للنشر» خلال مؤتمر صحافي نظمته «دبي للإعلام»، ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب الـ17، في فندق إنتركونتيننتال في فيستيفال سيتي بدبي، بحضور المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإعلامي في «دبي للإعلام»، سالم باليوحة، ورئيس أول للصحف ومركز الأخبار في «دبي للإعلام»، سعود الدربي، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، أحلام بلوكي، ومؤسِّسة ومستشارة وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الإمارات للآداب، إيزابيل أبوالهول، وعدد من المسؤولين والباحثين والمثقفين والإعلاميين.
وعرض رئيس تحرير صحيفة «البيان»، حامد بن كرم، في بداية المؤتمر، لطبيعة رؤى واستراتيجيات عمل دار البيان للنشر وأهدافها، موضحاً أنها ستثري ساحة النشر المحلية والعربية، إذ سترتكز في مناهج عملها على أساليب عصرية نوعية مبتكرة في عوالم النشر والثقافة والفكر، معززة ومترجمة نهج دبي ومسارات انفتاحها وتفرّدها في ميادين الإبداع.
كما بيّن رئيس تحرير صحيفة البيان أن هذا المشروع الإبداعي الثقافي سيكون جوهره الأساسي البُعد الاقتصادي، وسيهتم أيضاً بمواكبة وترجمة الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية في دولة الإمارات بشكل خلاق وفاعل، مؤكداً أن الدار تمثل منارة جديدة ترسم خريطة ابتكار وإبداع عصرية في القطاع، وستكون رافعة حيوية لمكوّن الاقتصاد الإبداعي في دبي والإمارات، خصوصاً أنها ستعتمد في أساليب عملها على أحدث التقنيات وأجدى خطط ومناهج العمل العصرية في قطاعات النشر، بموازاة الاعتناء بتنويع أشكال وسياقات الإصدارات المنشورة لتشمل: المطبوع والرقمي والصوتي.
من جانبه، أشار مدير إدارة المحتوى في «دبي للإعلام»، عادل خزام، إلى أن «دار البيان للنشر» ليست مجرد إضافة للجهات التي تقدِّم خدمة النشر، بل رؤية ملهمة لتوثيق تاريخ مدينة دبي، واستنهاض الإبداع، وفتح الآفاق أمام المفكرين والكتّاب نحو مجالات جديدة في البحث والكتابة واستقطاب رؤى مختلفة، وأوضح خزام أن عالم النشر يتطلع الآن إلى كل جديد ومواكبة متطلبات العصر، بحيث تتجاوز الإبداعات الأدبية وتنتشر بشكل أوسع خارج حدودها المحلية، وتقدِّم الصوت الذي يصل إلى الجميع، مبيّناً أن ذلك لن يتحقق بتبنّي طرق نشر تقليدية، بل بمناهج إبداعية عصرية، حيث ستحرص دار البيان للنشر على استثمارها وتوظيفها بشكل فاعل في أنشطتها.
ولفت خزام إلى أن «دبي للإعلام» تمتلك قطاعات مختلفة في مجال الإعلام من إذاعة وتلفزيون ونشر وغيرها، وأن دار النشر الجديدة ستكون أحد تلك القطاعات المميزة الكبيرة، وهو ما سيشكل بانوراما حلقات عمل متكاملة تعزز نهج الإبداع، موضحاً أن التواصل مع «دبي للإعلام» يتيح الاستفادة من جميع تلك القنوات، ومنها «دار البيان للنشر»، بحيث سيكون هناك دعم متبادل بين الدار وبقية القطاعات.
وأضاف عادل خزام أن «دار البيان للنشر» ستولي النشر الرقمي اهتماماً كبيراً، لكونه مجالاً مهملاً في العالم العربي، ويعاني ضعفاً في الإقبال عليه من القرّاء العرب، مبيناً أن هذا المجال يمنح الكاتب فرصة أن يتحوّل بنفسه إلى ناشر من خلال تطبيقات حديثة مستعملة على نطاق واسع في العالم الغربي، ونوّه بأن مشروع «دار البيان للنشر» سيقدِّم دعماً مفتوحاً لكل الكتّاب والأدباء، وسيكون جسراً لهم للوصول إلى العالمية، مؤكداً أن الدار ترحِّب بكل الاقتراحات والأفكار الهادفة إلى التطوير من الجميع.
من جهته، أوضح نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي،
الأديب علي عبيد الهاملي، أن لدى «البيان» باعاً طويلاً في حقل النشر وإثراء الساحة الثقافية بمؤلفات نوعية ومهمة تحوّل بعضها إلى فيلم سينمائي، مؤكداً أن «دار البيان للنشر» المشروع الثقافي الواعد، سيقدِّم خدمة كبيرة للكتّاب ويفيد المجتمع في المجالات كافة، وقال: «جهود متميزة أسهمت بها (البيان) في مجال النشر خلال مسيرتها المشرِّفة، ومنها الملحق الأسبوعي الذي كانت تصدره بعنوان (بيان الكتب)، ويتضمن عروضاً وملخصات لأهم الإصدارات الحديثة العربية والأجنبية»، واصفاً ذلك الملحق بأنه أحد أهم المشروعات الثقافية التي رعتها «البيان»، إلى جانب الملحق الثقافي الذي كانت تصدره، وأضاف أن «البيان» اشتركت أيضاً، ضمن سبع صحف عربية، في واحد من أهم المشروعات العربية التي تشجع على القراءة، وتتيح كتاباً بين أيدي القراء مطلع كل شهر بلا مقابل، وهو مشروع «الكتاب للجميع» الذي أطلقته دار المدى في دمشق، مؤكداً أن «البيان» كانت الصحيفة الإماراتية الوحيدة التي أسهمت في ذلك المشروع المتميز، وأوضح عبيد الهاملي أن مشروع «دار البيان للنشر» يشكِّل حلقة جديدة ومرحلة واعدة من تلك المسيرة الحافلة بالإنجازات التي نهضت بها هذه المؤسسة الصحافية العريقة في دولة الإمارات، معرباً عن سعادته بأن هذا المشروع، إلى جانب اهتمامه بالنشر الورقي، سيواكب تطورات النشر الرقمي والصوتي.
المصدر: الامارات اليوم
مؤسسة دبي للإعلام تطلق «دار البيان للنشر»
102