الدوحة – 23 نوفمبر 2025
تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاحتضان النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب لكرة القدم، خلال الفترة من الأول إلى الثامن عشر من ديسمبر المقبل، في امتداد لمسيرة تاريخية حافلة تجاوزت ستة عقود، جمعت العرب تحت راية الرياضة، ووصلت بالبطولة إلى العالمية.
انطلقت البطولة لأول مرة في لبنان عام 1963، كفكرة هدفها جمع المنتخبات العربية في إطار تنافسي يعزز التلاحم العربي ويُبرز المواهب الكروية، لكنها عانت عبر تسع نسخ من عدم الانتظام وتفاوت المشاركة، إلى أن جاءت النسخة العاشرة في الدوحة عام 2021 لتُشكل نقطة تحول تاريخية، بعد إقامتها لأول مرة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
واعتمد “فيفا” البطولة بهدف اختبار منشآت كأس العالم قطر 2022، غير أن النجاح التنظيمي والجماهيري والفني الباهر الذي حققته نسخة 2021 جعل الاتحاد الدولي يقرر تثبيت البطولة تحت مظلته لثلاث نسخ مقبلة أعوام 2025 و2029 و2033، وجميعها تستضيفها قطر.
شهدت نسخة 2021 مستوى عالمياً في التنظيم والحضور الجماهيري، حيث أقيمت المباريات على ملاعب مونديالية مثل البيت وأحمد بن علي والمدينة التعليمية، ووصلت نسبة الحضور إلى أكثر من 80% من السعة الاستيعابية، وسُجل رقم قياسي بلغ 63,439 مشجعاً في مباراة قطر والإمارات.
كما شهدت البطولة تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) لأول مرة في تاريخها، وشاركت فيها 16 دولة بعد تصفيات تأهيلية غير مسبوقة، لتحاكي الأنظمة العالمية في المنافسات القارية والدولية.
وعلى مدار تاريخ البطولة، يُعد المنتخب العراقي الأكثر تتويجاً بالألقاب برصيد أربع بطولات (1964 و1966 و1985 و1988)، يليه المنتخب السعودي بلقبين (1998 و2002)، فيما سجلت كل من تونس ومصر والمغرب والجزائر لقباً واحداً.
أما من حيث المشاركة، فقد كان المنتخب الأردني الأبرز بظهورٍ في تسع نسخ من أصل عشر، خاض خلالها 38 مباراة، يليه المنتخبان الكويتي واللبناني بمشاركة في ثماني نسخ لكل منهما.
ومع الاستعداد لإطلاق النسخة الجديدة في قطر، ينتظر عشاق الكرة العربية بطولة بطابع عالمي، لكنها بروح عربية أصيلة، تعكس تطور الرياضة في المنطقة، وترسخ مكانة كأس العرب كجسر يجمع الشعوب العربية تحت راية المنافسة الشريفة والاحتفال بالمواهب والهوية.