مسقط –وقعت سلطنة عُمان اتفاقية تعاون مع شركة “إيرباص” الفرنسية للدفاع والفضاء لتصميم وتصنيع وإطلاق أول قمر اصطناعي عُماني لخدمات الاتصالات، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز منظومة الاتصالات والسيادة الرقمية وبناء القدرات الوطنية في مجالات الفضاء والتقنيات المستقبلية.
ووقّع الاتفاقية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، فيما وقعها من جانب شركة “إيرباص” ستيفان فيغالا، نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات بالشركة. ويعتمد القمر الاصطناعي على منصة “OneSat” من إيرباص، ويتميز بمرونة رقمية كاملة لإعادة التكوين أثناء وجوده في المدار، ليغطي سلطنة عُمان ومياهها الاقتصادية، إضافة إلى منطقة الشرق الأوسط وشرق إفريقيا وآسيا.
أسندت وزارة النقل والاتصالات تشغيل المشروع إلى شركة “تقنيات الاتصالات الفضائية”، المملوكة لجهاز الاستثمار العُماني، لتكون المشغل الوطني للمشروع بعد الإطلاق، والإشراف على مراحل التصميم والتصنيع. كما تم إنشاء مكتب لإدارة ومتابعة تنفيذ المشروع لضمان جاهزية البنية التحتية وتشغيل القمر الاصطناعي بكفاءة وطنية عالية.
وأوضح معالي الوزير أن المشروع يعزز السيادة الرقمية لعُمان من خلال امتلاك بنية أساسية فضائية وطنية قادرة على تقديم خدمات اتصالات وبيانات مستقلة وآمنة، بما يدعم أمن المعلومات الوطني واستمرارية الخدمات الحيوية، ويوسع التغطية في المناطق الريفية ويحسن جودة الاتصالات والإنترنت، متماشياً مع رؤية “عُمان 2040”. كما يشمل المشروع برامج لتدريب وتأهيل الكوادر العُمانية وتمكين الشركات المحلية والجامعات من المشاركة في سلسلة الإمداد والبحث العلمي.
ويستهدف المشروع إطلاق القمر الاصطناعي في سبتمبر 2028 وبدء التشغيل في مايو 2029، ليكون رافداً رئيسياً لنقل وتوطين المعرفة التقنية، وتعزيز منظومة الفضاء والخدمات الفضائية الوطنية، بما يشكل نقلة نوعية في مسيرة عُمان نحو اقتصاد رقمي مستدام قائم على المعرفة والتكنولوجيا.
وأكد مسؤولو “إيرباص” وشركة “تقنيات الاتصالات الفضائية” التزامهم بتنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير العالمية، لضمان تقديم خدمات اتصالات متقدمة وآمنة بمشاركة وكفاءات وطنية.