في عرض استثنائي تجاوز حدود المألوف داخل القاعات السينمائية، خطف الفيلم الوثائقي «نور» الأضواء خلال مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025، بعدما تحوّل عرضه الأول إلى احتفالية جماهيرية عفوية، تصاعدت خلالها الهتافات والتصفيق مع كل مشهد يُعرض على الشاشة، في مشهد قلّ أن تعيشه أفلام وثائقية داخل المهرجانات.
ويستعرض الفيلم السيرة الكروية المليئة بالتحديات والإنجازات لأسطورة الكرة السعودية محمد نور، بدءًا من انطلاقته في نادي الاتحاد، مرورًا بمحطاته الذهبية وبطولاته القارية في دوري أبطال آسيا 2004 و2005، ووصولاً إلى انتقاله المثير للجدل إلى النصر موسم 2013–2014، وانتهاءً بلحظة اعتزاله عام 2016.
كما تطرق العمل إلى أبرز محطاته مع المنتخب السعودي، بما فيها الاستبعادات المتكررة التي أثارت الكثير من الجدل، وقضية المنشطات التي أبعدته عن الملاعب لأربع سنوات، ليُقدَّم الفيلم سردًا مكثفًا لحياة لاعب عاش بين وهج الجماهير والمحن الرياضية.
وشارك في الفيلم نخبة من الشخصيات التي عاصرت نور ورافقت مسيرته، منهم الأمير نواف بن محمد، والمخرج غانم القحطاني، والناقد محمد البكيري، والحارس الأسطوري محمد الدعيع، والنجم ياسر القحطاني، إلى جانب أسامة المولد وحمد المنتشري وشقيقه الأكبر آدم نور، والزميل عبدالله فلاتة.
وقدّم العمل لقطات أرشيفية نادرة أضفت عمقًا إنسانيًا على التجربة، مؤكدة أهمية نور في ذاكرة الكرة السعودية. واعتبر منظمو المهرجان حجم التفاعل الكبير «حدثًا فريدًا» في تاريخ عروض الأفلام الوثائقية داخل المهرجان.
ويُعد «نور» إضافة نوعية للسينما الرياضية السعودية، وتوثيقًا بصريًا مؤثرًا لمرحلة مضيئة ومشحونة بالدراما في مسيرة أحد أبرز نجوم الكرة السعودية خلال العقدين الماضيين.