جدة– أكد المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، رئيس وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، الوزير أحمد عساف، أن للإعلام دورًا محوريًا وحاسمًا في مناطق النزاع، قد يسبق في تأثيره دور السلطات التنفيذية والتشريعية، خاصة في خلق بيئة إيجابية تعزز مشاركة الشباب في بناء مجتمعات ما بعد الصراع.
جاء ذلك خلال مشاركته عن بُعد في جلسة حوار رفيعة المستوى بعنوان “دور الإعلام في تعزيز مشاركة الشباب في بناء مجتمعات ما بعد النزاع”، التي نظمتها الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي، على هامش دورتها العادية السادسة والعشرين المنعقدة في مدينة جدة، تحت عنوان: “صحة الشباب في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: التحديات والفرص من منظور حقوق الإنسان”.
وأعرب الوزير عساف في مستهل مداخلته عن تقدير القيادة والشعب الفلسطيني لمواقف المملكة العربية السعودية، مثمنًا مواقف ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، سمو الأمير محمد بن سلمان، الداعمة للقضية الفلسطينية، ولا سيما تأكيده الثابت على إقامة الدولة الفلسطينية، إلى جانب جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، سواء عبر المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك أو من خلال قيادتها للجنة السداسية الساعية لوقف الحرب.
وأشار إلى أن دور الإعلام لا يقتصر على تشجيع مشاركة الشباب في الحياة العامة، بل يمتد إلى صناعة وعي جمعي إيجابي في بيئات النزاع وما بعدها، مؤكدًا أن الحالة الفلسطينية ذات طبيعة خاصة، حيث يدور الصراع ليس فقط على الأرض، بل على الرواية والوجود، في ظل حرب إبادة مستمرة في قطاع غزة وعدوان متواصل في الضفة الغربية.
وأوضح عساف أن أي مشاريع لإعادة الإعمار والتنمية في فلسطين يجب أن تكون جزءًا من مشروع سلام حقيقي ذي أهداف واضحة وجدول زمني محدد، مشددًا على أن غياب هذا الإطار يجعل التنمية غير قابلة للاستدامة.
ولخص دور الإعلام في عدة محاور، أبرزها تعزيز الخطاب التصالحي القائم على الحوار ونبذ الكراهية، وترسيخ مبدأ سيادة القانون، ودعم دولة المؤسسات، وفتح المجال أمام الشباب للمشاركة في النقاش العام وصناعة القرار، إلى جانب إمكانية مساهمة الإعلام في اقتراح تشريعات وقوانين تضمن تمثيل الشباب في المؤسسات المنتخبة.
كما شدد على ضرورة الحد من الآثار السلبية للإعلام الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بنشر الكراهية والعنصرية، دون المساس بحق الشباب في التعبير عن آرائهم، داعيًا إلى تطوير الثقافة المجتمعية وتعزيز الممارسات الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية.
واختتم الوزير عساف حديثه بالتأكيد على صمود الشعب الفلسطيني، رغم حجم الخسائر البشرية والمادية، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني، وفي مقدمته فئة الشباب، سيواصل الدفاع عن وجوده وحقه في الحياة والحرية، والعمل من أجل التحرير والبناء وعدم تكرار مأساة التهجير.
عساف: الإعلام قد يسبق السلطات في حماية المجتمعات بمناطق النزاع
17