افتتاح دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية بالقاهرة
“التعايش السلمي والسلام المجتمعي”
وزير الأوقاف :
رسالتنا هي بناء الوعي المتكامل والاستثمار في البشر
واستطعنا أن نخرج بالإمام من الثقافة الدينية البحتة إلى الثقافة المتكاملة
ويؤكد :
قضية التعايش لا تعني أبدا ذوبان دين في دين آخر ولا هوية في هوية
**********
افتتح معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة الدورة العلمية الدولية الثانية لاتحاد الإذاعات الإسلامية اليوم الاثنين 26 سبتمبر 2022م بفندق جراند نايل تاور بالقاهرة، لعدد 26 من كبار الإعلاميين ومقدمي ومعدي البرامج التلفزيونية والإذاعية باتحاد الإذاعات الإسلامية، بحضور نخبة من علماء الأمة ضيوف المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقيادات وزارة الأوقاف، وعدد من السادة الإعلاميين والصحفيين.
وفي كلمته رحب أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بأعضاء اتحاد الإذاعات الإسلامية، متمنيًا لهم طيب الإقامة وكل التوفيق، مشيرًا إلى العلاقة بين الخطاب الديني والإعلام، والتعايش السلمي والتعاون الديني، مؤكدًا أن صناعة الفكر الإسلامي صناعة ثقيلة، وأن الدورات التي تعقد لنخبة من كبار الإعلاميين والأئمة والمثقفين والأئمة الكبار في بلادهم، هي أشبه بجرعات فكرية تنشيطية راقية مع نخبة من كبار العلماء، وستكون أول محاضرة حول مفاهيم الشريعة الإسلامية والقضايا الإسلامية المعاصرة مع أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية، كما ستكون هناك محاضرة أخرى في أصول الفقه وفي أهمية أصول الفقه في التفكير بصفة عامة وفي بناء الفكر الديني بصفة خاصة للأستاذ الدكتور/ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ومحاضرة مع وزير الثقافة الأسبق أ.د/ عبد الواحد النبوي، بالإضافة إلى مجموعة من المحاضرات لنخبة من كبار العلماء في مجالاتهم وتخصصاتهم، لأننا نقدر أننا نتعامل مع نخبة من كبار الإعلاميين والمثقفين والكتاب يشاركهم في الحضور بهذه الدورة مجموعة من زملائهم من الإعلاميين من جمهورية مصر العربية ومن كبار الأئمة ليحدث التلاقي الثقافي الهام فيما بينهم جميعًا.
كما أكد وزير الأوقاف أن رسالة الإعلام ورسالة الدعوة متكاملة، فمهمة الخطيب البيان ومهمة الإعلامي البيان، ويشتركان معًا في بناء الوعي الرشيد.
وفيما يخص قضية التعايش السلمي والتسامح الديني أكد وزير الأوقاف أننا أعلنا في مؤتمرات دولية كبيرة أن قضية التعايش لا تعني أبدًا ذوبان دين في دين آخر، ولا هوية في هوية أخرى على الإطلاق ولم يقل أحد بذلك، نحن نعتز بهويتنا وبديننا كما يعتز الآخرون بهويتهم ودينهم، لكننا ننطلق من باب: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”، ومن باب قوله تعالى: “أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”، وقوله تعالى: “ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة”، فسنة الله في الكون هي التنوع، وهو ما نتعلمه من وثيقة المدينة، حيث ذكرت الوثيقة يهود المدينة قبيلة قبيلة وأكدت أنهم مع المؤمنين أمة، فهذا مفهوم الدولة ومفهوم المواطنة وقد جاء في نص الوثيقة: “لليهود دينهم وللمسلمين دينهم” هذا هو التعايش وقبول الآخر، والواقع يؤكد أن الدول التي آمنت بالتنوع والتعايش السلمي بين الأديان هي أكثر الدول أمنا وأمانا وتقدما ورخاء، أما الدول التي اقتتل أبناؤها عرقيا وقعت في فتن وحروب لم تخرج منها، مؤكدًا أن مهمة العلماء البلاغ المبين لا الهداية ولا الحساب، فالهداية لله، والحساب الدنيوي مرده إلى القانون والدستور، والأخروي مآله إلى الله وحده، ومن الخطأ الفادح أن تحكم على أحد بدخول الجنة أو النار.
مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على الوطن، لأن الدين لابد له من وطن مستقر يحمله ويحميه، وهذا ما جعلنا نخرج هذا الكتاب: “الكليات الست”، حيث اجتهد العلماء السابقون وقالوا اجتهدوا لعصركم، وقد اخترنا الوطن ليكون ضمن الكليات الست، لأن القدماء لم يكن لديهم هذه المشكلات من الجماعات المتطرفة، فكان مثل الثابت الذي لا جدال عليه، وقد درسنا أنه إذا دخل العدو بلدًا من بلداننا وجب على أهلها أن يهبوا للدفاع عنها ولو فنوا جميعًا، ولم يقل أحد إذا خفتم على دينكم وكنتم قلة فانجوا بدينكم وانشروا الدين في مكان آخر، فإذا كان الوطن يُفتدى بالنفس والنفس من أهم الكليات الست ألا يكون الوطن في عداد هذه الكليات.
على أن فهم وتأصيل قضية التعايش السلمي يرفع الحرج والمشقة عن الذين يعيشون أقليات في دولهم، وعليهم أن يندمجوا في مجتمعاتهم، لأنهم باندماجهم يعطون صورة عظيمة لقدرة الإسلام على التعايش، أما انغلاقهم وضيق أفقهم فيعطي صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين.
فيما أكد رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية الدكتور/ عمرو الليثي على أهمية هذه الدورات التي تعقد بأكاديمية الأوقاف الدولية، موضحًا أننا في أمس الحاجة للحوار تعزيزًا للوعي بالمواطنة والممارسات الإعلامية، وأن الهدف هو صقل إمكانات الإعلاميين علميا وعمليا وتعزيز قدراتهم المهنية بأحدث الأساليب العلمية المقدمة.
فيما ثمن رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية الدكتور/ محمد فهد الحارثي جهود معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في نشر الفكر الوسطي، وأكد أن قضية بناء الوعي قضية جوهرية، وأنه بقدر ما نستثمر في التدريب بقدر ما نستثمر في صناعة النجاح، وأن هناك فرقًا كبيرًا بين الحرية والفوضى والغوغائية والعقلانية، مشيرًا إلى أن للإعلام دورًا خطيرًا في صياغة فكر الأمة وتوجيه الرأي العام.
جولة ميدانية للمشاركين في دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية الثانية بمسجد الإمام الحسين والجامع الأزهر بالقاهرة
وضيوف مصر يعربون عن انبهارهم بما حققته الدولة المصرية من إنجازات بقيادة الرئيس السيسي
********
على هامش فعاليات دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية، نظمت أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين اليوم الاثنين الموافق ٢٦/ ٩/ ٢٠٢٢م جولة ميدانية للسادة الإعلاميين المشاركين بالدورة، لمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) والجامع الأزهر بالقاهرة، بصحبة الدكتور/ أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف، والشيخ/ هيثم رمضان المدير الإداري لأكاديمية الأوقاف الدولية.
وخلال الجولة زار ضيوف مصر مسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وكان في استقبالهم الدكتور /خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، حيث استمعوا إلى نبذة تاريخية عن بناء هذا المسجد العتيق، وطرازه المعماري الفريد، فيما أبدى المشاركون من خارج مصر انبهارهم بالتجديدات التي تمت في المسجد والحجرة الشريفة، مشيدين باهتمام الدولة المصرية بالمساجد ذات الطابع الأثري والتاريخي، كما توجهوا للجامع الأزهر، واستمعوا إلى شرح تفصيلي عن البناء الأثري للجامع الأزهر وتاريخه العريق، واستمعوا إلى شرح تفصيلي عن الدور العظيم للمسجد في نشر الثقافة الإسلامية والفكر الوسطي المستنير.
وأعرب ضيوف مصر عن سعادتهم البالغة بالحفاوة والكرم، وبمساجد مصر وعلمائها، مؤكدين أن مصر كنانة الله في أرضه، وأنها بوابة العالم العربي والإسلامي، كما أعربوا عن انبهارهم بما حققته الدولة المصرية من إنجازات بقيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وعن بالغ سعادتهم بهذه الزيارة الكريمة للأماكن الطيبة والمحببة إلى نفوسهم، مقدمين كامل الشكر والتقدير لوزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على هذه الدورة المتميزة وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
في ختام دورة أكاديمية الأوقاف الدولية لأعضاء اتحاد الإذاعات الإسلامية والتي عقدت في الفترة من 24/ 9/ 2022م حتى 4/ 10/ 2022م بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر، اليوم الاثنين 3/ 10/ 2022م ظهرًا بقاعة حراء بديوان عام وزارة الأوقاف، بحضور الدكتور/ عمرو الليثي رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية والدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، كرَّم معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المشاركين في دورة أكاديمية الأوقاف الدولية من أعضاء اتحاد الإذاعات الإسلامية.
وفي كلمته رحب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالدكتور/ عمرو الليثي رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية والسادة الحضور متمنيًا أن تكون هذه الدورة نقطة انطلاق هامة في حياتهم، ومتمنيًا أيضًا أن لا يكون هذا هو اللقاء الأخير لهم في بلدهم الثاني مصر.
مؤكدًا أن رسالة ومهمة كل من الإمام والإعلامي هي بناء الوعي الرشيد، فإذا كانت التكنولوجيا تتسارع بصورة مستمرة وسريعة فلا بد أن يواكبها تطور على المستوى الثقافي والمعرفي لدى الإمام والإعلامي، فحيث تتوقف يسبقك الزمن ويسبقك الآخرون، مشيرًا إلى أن الاعتماد على المخزون الثقافي السابق لا يكفي لخطبة الجمعة أو لتوصيل الرسالة الإعلامية لأنه لا محالة ينفد، ولا بد من الجهد والتعب لتحقيق النجاح.
من جانبه وجه الدكتور/ عمرو الليثي رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والذي كان خير عون لتحقيق هذه الدورة المتميزة على أرض الواقع، راجيًا أن تكون الدورة التدريبية قد حققت أهدافها من تدريب ورفع كفاءة منسوبي اتحاد الإذاعات الإسلامية ليكونوا صوتًا واعيًا ناقلًا لكل ما هو سمح ووسطي في ديننا الحنيف.
ومن جانبهم أشاد المشاركون في دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية بإنجازات الدولة المصرية، وبما رأوه بأعينهم من إنجازات تتحقق على أرض الواقع، مؤكدين أن مصر في عهد الرئيس السيسي تبني دولة حديثة بكل ما تعنيه الكلمة في مختلف المجالات.
وفي ختام الحفل كرم وزير الأوقاف المشاركين في دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية التي عُقدت بأكاديمية الأوقاف الدولية لنخبة ممتازة من رؤساء ووكلاء ومديري الإذاعات الإسلامية وكبار المسئولين والمذيعين التي يشارك فيها نحو ٢٦ مشاركًا من ١٦ دولة.