الإعلام هو صناعة التأثير… فهو «قوة رئيسية» لأي دولة في هذا العالم
نحن في عصر الانتقال من أخلاقيات مهنية مغلقة إلى أخلاقيات الإعلام المجتمعي
نهتم بإعداد إعلاميينا من خلال اكاديمية الاتحاد لمستقبل رقمى متغير قائم على التعلم السريع
أكد الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي في كلمته والتي القاها نيابة عنه الأستاذ أحمد المرتضي مدير العلاقات الدولية لاتحاد اذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الاسلامي ، بافتتاح الدورة التدريبية المقامة في عاصمة الكنانة… القاهرة، بعنوان “أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني، أن هذه الدورة التدريبية هي الرابعة التي تنظمها أكاديمية الاتحاد للتدريب بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية … مشكورة لكل هذا الجهد الحثيث الذي أثمرها، والتي نثمن كل ما بذل خلالها من اهتمام ورعاية من معالي الوزير الأستاذ الدكتور مختار جمعة وفريق عمله الدؤوب
… فالإعداد والقيام بها لم يكونا بالأمر الهين … لكن حرص الوزارة علي تقديمها، لاعلاميي دولنا منسوبي الاتحاد، كان جليا وفاق ما بذل من عمل في سبيل تحقيقها …
وتابع لعل هذه الدورة تتميز عن سابقاتها،، كونها ردفا للمؤتمر الرابع والثلاثين لوزارة الأوقاف والمجلس الاعلي للشئون الإسلامية ، الذي عقد خلال الأيام السابقة، متناولًا موضوع في غاية الأهمية والدقة: الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الإعلام الديني … حيث تأتي أهمية الموضوعات التي طرحها المؤتمر في دورته الحالية كونها شملت العديد من القضايا الساخنة على الساحة؛ المتعلقة بصناعة الإعلام الرقمي والخطاب الديني وعلى رأسها الموضوعات الخاصة بحوكمة وبأخلاقيات المهنة في هذا العالم الافتراضي.
أنا هنا، أعد هذا المؤتمر مقدمة مهمة ولازمة لهذه الدورة التدريبية الإعلامية المتخصصة…
فلعلنا نتساءل … لماذا نحن هنا الآن؟؟؟ لماذا هذا الاهتمام بالواقع الإعلامي الرقمي الحالي؟
وأشار الي أن الإعلام هو صناعة التأثير… فهو «قوة رئيسية» لأي دولة في هذا العالم، تضاف إلى عناصر قوتها: الاقتصادية، العسكرية والتكنولوجية وغيرها من القوي التي تصنف الأمم … فإن كان استخدامه مبنيا على أسس مهنية ومعلومات صحيحة ودقيقة، وبنية تحتية خادمة، سيؤدي حتما إلى زيادة قوة الدولة، أما إن كان استخدامه خلاف ذلك؛ فسيؤدي لإضعافها ، ونحن شاهدون يوميا على حقبة تتميز بتطورات تكنولوجية مستحدثة:
فمنذ وجود الإنترنت في ثمانينيات القرن الماضي مصاحبا لفضاء جديد، ظهر ال cyberspace… تلك البيئة الإنسانية التكنولوجية للمعلومات،، كيانها من أشخاص في شتى البقاع، بتنوع هآل في الثقافات لكن يجمعهم بنية تحتية اتصالية،، هذا الفضاء يتسم بالآتي:.
أشكال جديدة من التفاعل الاجتماعي
– جماليات جديدة في طرق التعبير: صور، أفلام…
– مستخدم مبتكر لا يقتصر علي المهني، بل يضم نخب جديدة من مدونين، مشرفين ومؤثرين، أضيفوا إلى قاعدتنا من المهنيين…
في تواتر متسارع، ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت بالفعل جزء يومي من حياتنا في العصر الرقمي، وملاحقا أيضا،، ابتكر الذكاء الاصطناعي الذي يلقي بظلاله الآن على مختلف وسائل الإعلام والحياة …
في هذا المشهد واضطراره المتصاعد، ظهرت تهديدات جديدة أيضا: حملات التضليل، الإخبارية المزيفة، انتشار خطاب الكراهية، والانتهاكات غير المسبوقة للحق في الخصوصية، سرقة البيانات، إضافة إلى عدم الالتزام بأخلاقيات وميثاق العمل الإعلامي.
فنحن في عصر الانتقال من أخلاقيات مهنية مغلقة إلى أخلاقيات الإعلام المجتمعي …
إن الموضوعات التي سوف نتطرق إليها خلال فعاليات هذه الدورة غاية في الأهمية، نتناول ما سبق من محاذير ومخاوف تحيط بنا كإعلاميين … الأمر الذي يتطلب منا جميعا التكاتف الفعال والتعلم للوصول إلى آليات تمكننا من إدراك هذا الواقع والتعامل معه.
فإننا على يقين تام بأن هذا التجمع المتميز من الحضور المهنيين، وما تتضمنه الدورة من مواضيع ومحاضرين ذوي خبرات متخصصة؛ سيكون له أثر إيجابي وإضافة إلى قدراتكم الإعلامية .
أعدكم… لن تكون هذه الدورة الأخيرة في هذا النطاق… بل سنعمل علي إقامة المزيد من خلال اكاديمية التدريب بالاتحاد
فدورنا أن نعد اعلاميينا لمستقبل رقمى متغير قائم على التعلم السريع، والتفاعل مع ما يستجد يوميا من اليات تكنولوجية مستحدثة ومطبقة ليس في عالم الاعلام فقط، بل يمتد أيضا الي الاتصالات.
وتمني في ختام كلمته بأن تكون دورة ثرية المحتوي، زاخرة بالمداولات البناءة، والنقاشات المثمرة… وأيضا التألف بين اعلاميي دولنا — دول اتحاد اذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي…