بمناسبة افتتاح الدورة التدريبية السابعة .. د. عمرو الليثي يؤكد أهمية تجديد الخطاب الديني مع الحفاظ علي الثوابت ودور الإعلام.

أكد الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد اذاعات و تلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي أن  الدورة التدريبية المتخصصة التي انطلقت اليوم بعنوان “رؤية مقترحة حول تجديد الخطاب الديني”، بحضور معالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، تأتي في إطار الحاجة الملحة لضرورة  تجديد الخطاب الديني في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم الإسلامي، سواء كانت ثقافية، اجتماعية أو فكرية.
وقال الدكتور عمرو الليثي في كلمته الافتتاحية:  ” اسمحوا لي في البداية ان ارحب بحضراتكم   جميعا ، قيادات اجلاء و ضيوف اعزاء .في ارض الكنانة ،  مصر… مستهلين  زيارتنا بحضور لفعاليات المؤتمر العام الخامس و الثلاثين للمجلس الاعلي للشئون الإسلامية تحت رعاية كريمة من فخامة السيد / عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، الذي أتوجه لفخامته بكل الشكر و الامتنان ، بالأصالة عن نفسي و نيابة عن منسوبي  اتحاد اذاعات و تلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي  لما نتلقاه من دعم دائم و اهتمام بالغ …يولينا إياه فخامة الرئيس .
و ها نحن هنا الان ، مستتبعبن هذا الحدث الثري الملهم ،  بفعاليات دورة تدريبية ، مكملة له ،تعقد   بأكاديمية الأوقاف الدولية : لتأتي مكونة الحلقة السابعة  في سلسلة الدورات التي أقيمت علي مدي ٣ أعوام من خلال  اكاديمية اوسبو للتدريب الإعلامي الملحقة بالاتحاد.. و متخذة  زاوية إعلامية هامة كطرح   لمحاضراتها : (رؤية مقترحة لدور الإعلام في تجديد الخطاب الديني ) تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور / أسامة الأزهري وزير الأوقاف ، جمهورية مصر العربية .
هذه الدورة التدريبية  التي تتناول موضوعًا ذا أهمية قصوى في واقعنا المعاصر،  إذ أصبحت الحاجة إلى هذا التجديد ضرورة ملحة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم الإسلامي، سواء كانت ثقافية، اجتماعية أو فكرية.

وأضاف “أن تجديد الخطاب الديني ليس مجرد تغيير في الأسلوب أو الألفاظ، بل هو عملية عميقة تهدف إلى إعادة فهم النصوص الدينية بما يتماشى مع مقاصد الشريعة، مع الحفاظ على الثوابت والأسس التي لا تتغير. إنه دعوة إلى التفكير ، والاجتهاد، والحوار المفتوح، لتقديم رؤية دينية تجيب على أسئلة العصر، وتواجه التحديات بروح منفتحة ومستنيرة…
لعلنا نؤكد هنا  ان  هذا المنحي ليس جديدا   في تاريخنا الإسلامي، بل هو عملية متتابعة  كانت دومًا جزءًا من مسيرة العلماء والمفكرين. … فنجد الإمام الشاطبي رحمه الله يقول : “المجتهد إنما ينظر في تحقيق مقاصد الشريعة بما يناسب حال العصر وأهله”،  و أيضا … أضيف قول الإمام ابن القيم رحمه الله: “إن الفقيه هو الذي يوازن بين النصوص الشرعية ومقاصد الشريعة في الواقع”
اذن ، فهو  عملية تحتاج إلى توازن دقيق بين : المحافظة على الثوابت الدينية والاستجابة للتحديات و المعاصرة … .
ليبقي الخطاب الإعلامي  تحديدا له مقومات ثابتة  ؛ يجب ان يمتلك مفاتيحه مقدموه ، حتي يتسني لهم إيصال  الرسالة المنشودة للجمهور بكل فئاته . …لتضحي   رسالتنا  ، كااعلاميين ، ركيزة  في هذه المنظومة المتتالية المعاصرة  …
بداية ، يجب التوعية بأهمية التجديد… ، موضحين انه لا يعني التفريط في الدين، بل هو ضرورة للحفاظ على حيويته  واستمراره…مبرزين القيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام مثل : …العدل، الرحمة، والمساواة. …  كقيم عالمية  داعمة للتعايش السلمي  … مما يسهم في بناء مجتمعات متماسكة ومتسامحة.
ثم تأتي لغة الخطاب و فصله ، ، فوجب علينا هنا :  استخدام الوسائل الإعلامية الحديثة والمنصات الرقمية للوصول إلى جمهور أوسع وتقديم الخطاب الديني بلغة مفهومة وبأساليب مبتكرة تناسب العصر الرقمي…  ليكون قريبًا من قضايا المجتمع و الشباب خاصة  ،  لغة تلامس واقعهم و طموحاتهم . …فالشباب هم المستقبل …امل الأمة، ومن الضروري أن يكونوا جزءًا في  عملية التجديد.

ضيوفنا الكرام منسوبي اتحاد اذاعات و تلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي…
أتطلع بكل الثقة للبرنامج الثري : ليعزز قيم التواصل و التحاور بين حضراتكم ، مؤكدا علي كون مواضيعه   و حلقات نقاشه    لبنات …ستضيف المزيد و الجديد لدوركم الرائد في مجتمعاتكم..
كل الشكر و التقدير.  لوزارة الأوقاف و فريقها الدءوب … فقد  تم الاعداد  لهذه الدورة بعناية فائقة ، حيث حرصنا  في برنامجها علي  حداثة محاضراتها و تميز أكاديمييها  …آملين  ان تكون إضافة مهنية للسادة الحضور.
و لاتزال جهودنا متكاتفة  و فاعلة في هذا الاتجاه ، جاعلين التدريب و التأهيل من خلال اكاديمية اوسبو للتدريب الإعلامي : هدف اعلي  من اجل الإسهام بالدور المنوط بالاتحاد : إلا و هو تعزيز قدرات إعلاميينا  و تطويرها .
في ختام كلمتي …
كل امنياتي بمحتوي علمي و عملي  مفيد.. إضافة  الي  قضاء أيام مباركة طيبة  ..داعيا اياكم  الي الاستمتاع،   أيضا ، ببرنامج  شيق في أروقة قاهرة المعز” .  
 
الجدير بالذكر أن الدورة ستتناول مجموعة من المحاور الرئيسية، من بينها فهم النصوص الدينية في سياقها التاريخي، دور الاجتهاد المعاصر في تجديد الفقه الإسلامي، وكيفية التفاعل مع العلوم الإنسانية والاجتماعية لتعزيز خطاب ديني متوازن.