استضافت متاحف قطر “الحلقات النقاشية العامة لقطر تبدع” بعنوان: “الذكاء الاصطناعي في التعليم: بلورة مستقبل التعلم”، كما تم استعراض مشروع مواءمة المناهج الدراسية الخاص باللجنة الأكاديمية والثقافية في متاحف قطر ، بالشراكة مع منصة “راسخ” التابعة لمؤسسة قطر، وهي منصة شاملة للموارد تساعد في ربط أي منهج دراسي بمقتنيات المتاحف المحلية.
وحضر الحلقة التي أقيمت في متحف الفن الإسلامي أكثر من 70 مديرا للمدارس الحكومية والخاصة، إضافة إلى كبار المسؤولين من وزارة التعليم.
وفي كلمة افتتاحية للدكتورة يلينا تركوليا، مستشار أول للشؤون الأكاديمية والثقافية في متاحف قطر، أكدت على أهمية ربط التراث الثقافي بالتعليم المعاصر، وسلطت الضوء على التزام المتاحف بدعم المعلمين من خلال توفير أدوات وموارد مبتكرة تدمج مقتنياتهم في المناهج المدرسية، ما يغرس تقديرا عميقا لإرث قطر الغني.
وأقيمت الجلسة الرئيسية تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي في التعليم: بلورة مستقبل التعلم”، شارك فيها اللورد جيم نايت، لورد ويماوث، ورئيس مجلس المدارس الدولية البريطانية، ومدير مؤسسة سوكلا للتعليم، والدكتور ستيفن سومر، المدير العام لمدارس مسك بالرياض، حيث ناقشت الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في التعليم.
وتطرق النقاش إلى الاتجاهات المتطورة في إنشاء المعارف ونشرها وابتكاراتها، مع التركيز بشكل خاص على ما أحرزته منطقة دول مجلس التعاون الخليجي من تقدم، وكانت التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ودوره في بلورة مستقبل التعلم من الموضوعات الرئيسية، حيث تلقى الحاضرون وجهات نظر متطلعة للمستقبل لتدعيم استراتيجياتهم التعليمية.
وخصصت الجلسة التالية للمشروع التعاوني الجديد بين اللجنة الأكاديمية والثقافية في متاحف قطر ومشروعها طويل الأمد لمواءمة المناهج الدراسية، و”راسخ” منصة التعلم التابعة لمؤسسة قطر، حيث قدمت فيها الشيخة نوف بنت أحمد بن سيف آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمبادرات الاستراتيجية والشراكات بالتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، خطط هذه الشراكة، التي من المقرر أن تحدث طفرة في إمكانية الاستفادة من مقتنيات المتاحف ودمجها في المناهج المدرسية. من خلال إتاحة خطط للدروس التي جرى التعاون في إعدادها بناء على مقتنيات المتاحف المتاحة على نطاق واسع عبر الإنترنت.
وتحقق متاحف قطر ومؤسسة قطر رسالتهما في دعم التعليم ما قبل الجامعي في قطر وخارجها، إذ تربط هذه الموارد من البيئات العالمية بثقافة قطر المحلية ولغتها وقيمها، بما يتماشى مع المناهج الوطنية وأهداف وزارة التعليم، أما بالنسبة للمدارس غير الحكومية التي تعتمد مناهج دراسية مختلفة، فتقدم المنصة مخزونا غنيا من مواد التعلم القابلة للتكيف، والتي تشمل التراث الثقافي القطري ومجالات أخرى ممثلة في مقتنيات متاحف قطر.
وقالت الشيخة نوف آل ثاني، : “يشكل التعاون بين منصة راسخ ومتاحف قطر مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى توطين المناهج الدراسية وربطها بالتراث الثقافي الغني لدولة قطر، مما يمنح الطلاب فرصة فريدة للتفاعل مع التاريخ والفن داخل الصفوف الدراسية“.
وتعليقا على المبادرة، قالت الدكتورة يلينا تركوليا: مستشار أول للشؤون الأكاديمية والثقافية في متاحف قطر،”يمثل هذا التعاون مع منصة راسخ مرحلة فارقة في جهودنا الحثيثة لربط التراث الثقافي بالتعليم وإحضار مقتنيات متاحف قطر الغنية إلى الفصول الدراسية. فمن خلال تقديم موارد مستوحاة من معروضات متاحفنا للمعلمين والطلاب، نهدف إلى إثارة الإبداع والحث على التفكير النقدي وتنمية عادة زيارة المتاحف، إلى جانب غرس حب التعلم غير النظامي مدى الحياة“.