جاكرتا – شهد جامع الاستقلال بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا—أكبر جوامع جنوب شرق آسيا—اليوم حضورًا لافتًا خلال خطبة الجمعة التي ألقاها معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، حيث أمَّ المصلين في أجواء اتسمت بالخشوع والاهتمام.
وتناول الدكتور العيسى في خطبته قِيَم الإسلام العظيمة ومبادئه الراسخة التي أرست دعائم الاستقرار للمجتمعات عبر التاريخ، مشددًا على ضرورة التخلّق بالأخلاق الإسلامية الرفيعة، وتأليف القلوب، والإحسان للناس، اقتداءً بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين.
وتطرّقت الخطبة إلى الأساليب الحكيمة لمواجهة حملات الإسلاموفوبيا وما تشهده من تحريض وتمييز ضد المسلمين، مشيرًا إلى أن تنامي تلك الممارسات دفع الأمم المتحدة إلى اعتماد يوم دولي لمكافحة كراهية الإسلام تأكيدًا على خطورة الظاهرة.
كما أكد فضيلته أن الاختلاف في الاجتهادات الشرعية والتدابير الوطنية بين البلدان الإسلامية هو تنوعٌ يُغني الأمة ويعزز مرونتها، موضحًا أن هذا يختلف عن القضايا الكبرى الجامعة التي تتطلب وحدة الموقف الإسلامي.
واختتم الدكتور العيسى خطبته بالتذكير بالمبادرة التاريخية لرابطة العالم الإسلامي والمتمثّلة في “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” الصادرة من مكة المكرمة، والتي شكّلت علامة فارقة في تعزيز الإخاء والتعاون داخل الأمة، ورسمت خارطة طريق واضحة لمواجهة التحديات المعاصرة، استنادًا إلى هدي القرآن الكريم والسُّنة المطهرة.