تتوقع الصحفية ديفي ألبا، محررة الشؤون التقنية في مؤسسة بلومبيرغ، أن يشهد عام 2026 سيطرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج المحتوى المكتوب على الإنترنت، متجاوزًا ما ينتجه البشر. ومع تزايد كمية المواد التي تولدها الآلات، ستزداد أهمية الصحافة البشرية، خاصة في المجالات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي الوصول إليها، مثل العمل الميداني، والتحقق من الوقائع، ووضع الأحداث في سياقها الصحيح، إضافة إلى المساءلة.
وقالت ألبا في سلسلة مقالات على موقع “نيمان لاب” إن القلق المتزايد حول تقلص مدى انتباه الجمهور سيكون أكثر وضوحًا العام المقبل بسبب الكم الهائل من المحتوى الآلي. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم استهلاكه للطاقة والمال، يمكنه إنتاج محتوى بلا حدود تقريبًا، مما يجعل المحتوى البشري يبدو نادرًا ويزداد قيمته بشكل ملحوظ.
وأضافت ألبا أن مجرد ندرة المحتوى البشري لا تكفي لضمان استمرارية الصحافة، مشددة على ضرورة أن يتميز هذا المحتوى بالدقة والمصداقية ليحظى باهتمام الجمهور ويصبح محل ثقة. وأكدت أن قدرة الآلات على التلخيص وإعادة توليد المحتوى لن تحل محل الشجاعة والحكمة البشرية في إعداد التقارير الصحفية.
كما تطرقت إلى تجربتها وفريقها خلال العام الجاري، حيث راجعوا أكثر من ألفي مقطع فيديو على يوتيوب، وحللوا نحو ألف حلقة بودكاست سياسي، ليبينوا تأثير البرامج على توجهات الشباب الأمريكية نحو اليمين السياسي، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي قادر على تلخيص هذه النتائج بعد وقوعها، لكنه لا يستطيع جمع البيانات، أو مواجهة المصادر، أو طرح الأسئلة الصحيحة.
وختمت بالقول: “قيمة الصحافة لم تكن يومًا في كمية الإنتاج، بل في دقته وشجاعته في مواجهة العالم مباشرة، وحكمته في تفسير الأحداث، واستعداده للوقوف وراء كل كلمة. هذه القيمة لا يمكن لأي خوارزمية أن تعيد إنتاجها”.
يأتي هذا التحليل في وقت يشهد فيه العالم طفرة كبيرة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات الإعلام، مما يضع المؤسسات الصحفية أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على جودة المحتوى البشري وتقديم قيمة حقيقية للقراء، في ظل فيضان من النصوص الآلية التي قد تزداد بشكل غير مسبوق في 2026
الذكاء الاصطناعي يغزو المحتوى في 2026.. لكن الصحافة البشرية تحتفظ بقيمتها الفريدة
15