جدة – شدد مدير فرع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بجدة، الدكتور عبدالله بن محمد الزهراني، على أن واقع فلسطين يفرض استحضارًا عاجلًا للمسؤوليات الإنسانية والالتزامات الدولية لمواجهة واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية المعاصرة، مؤكدًا أن فئة الشباب تمثل الركيزة الأهم في جهود التعافي وإعادة البناء.
جاء ذلك خلال مشاركته بورقة مفاهيمية في الحوار رفيع المستوى لإشراك الشباب في الجهود الإنسانية في مرحلة ما بعد النزاع وبناء السلام والتنمية، ضمن أعمال الدورة العادية السادسة والعشرين للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي، في جلسة بعنوان: “إعادة بناء الحياة: الشباب الفلسطيني في الاستجابة الإنسانية لما بعد النزاع”.
وأوضح الدكتور الزهراني أن النزاع الأخير في قطاع غزة خلّف دمارًا واسعًا طال الإنسان والبنية التحتية، وأدى إلى تدهور غير مسبوق في الخدمات الصحية والتعليمية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب النزوح الواسع والانقطاع المستمر للإمدادات الأساسية، وما رافق ذلك من صدمات نفسية عميقة، خصوصًا لدى فئة الشباب.
وأكد أن الشباب الفلسطينيين، رغم حجم المعاناة، يملكون القدرة على النهوض وإعادة بناء مجتمعهم، مشيرًا إلى أنهم ليسوا مجرد متلقين للمساعدات، بل شركاء فاعلون في التعافي الاقتصادي والاجتماعي، شريطة تمكينهم عبر التعليم، وبناء القدرات، وتوفير فرص العمل، والدعم النفسي، والمشاركة في صنع القرار.
واستعرض الزهراني الدور الإنساني المتواصل للمملكة العربية السعودية، مبينًا أنها قدمت أكثر من 5.47 مليار دولار لدعم فلسطين عبر 312 مشروعًا، من بينها 531 مليون دولار نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال 141 مشروعًا شملت قطاعات حيوية كالصحة، والتعليم، والمياه، والإيواء، والأمن الغذائي، والتعافي المبكر.
وأشار إلى أن المركز نفّذ خلال الأزمة الأخيرة جسرًا جويًا وبحريًا لإيصال آلاف الأطنان من المساعدات، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى جانب برامج موجهة لدعم وتمكين الشباب الفلسطيني، تشمل التدريب المهني، والدعم النفسي، وتعزيز التعليم والعمل التطوعي.
وأكد أن مرحلة ما بعد النزاع يجب أن تبدأ بإعادة بناء الإنسان قبل البنيان، داعيًا إلى اعتماد نموذج شامل للتعافي المستدام، يقوم على توطيد الشراكات الدولية، وتعزيز المشاركة المحلية، وتفعيل الدور المحوري للشباب في إعادة الإعمار والتمكين الاقتصادي.
وجدد الدكتور الزهراني التأكيد على التزام المملكة العربية السعودية الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن تمكين الشباب في هذه المرحلة الحساسة يمثل ضرورة إنسانية واستثمارًا حقيقيًا في مستقبل فلسطين واستدامة سلامها وتنميتها.
الزهراني: تمكين الشباب الفلسطيني ضرورة إنسانية لإعادة بناء الحياة
8