عُقد الاجتماع التنسيقي الثاني للجامعات الإسلامية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، في مقر الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا بكوالالمبور. وقد نظم هذا الاجتماع بالتعاون بين منظمة التعاون الإسلامي والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا تحت شعار “جامعة المجتمع”، وضم الاجتماع رؤساء وعمداء وممثلي الجامعات الإسلامية التابعة للمنظمة، حيث شاركت كل من الجامعة الإسلامية للتكنولوجيا في دكا ببنغلاديش، والجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا، والجامعة الإسلامية في أوغندا، والجامعة الإسلامية في النيجر، وجامعة الملك فيصل في تشاد. كما شارك ممثلون من مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي مثل الكومستيك والبنك الإسلامي للتنمية ومركز سيسرك وصندوق التضامن الإسلامي ومركز إرسيكا ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب ومجمع الفقه الإسلامي الدولي وذلك لبحث استراتيجيات تطوير التعليم من أجل تلبية الاحتياجات المجتمعية.
قام رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا السيد تان سري شمس الدين عثمان، بافتتاح الاجتماع بحضور أعضاء بارزين في مجلس محافظي الجامعة، ومن ضمنهم سفراء بنغلاديش وليبيا وباكستان وتركيا.
والقى سعادة السفير أفتاب أحمد خوخير، الأمين العام المساعد للعلوم والتكنولوجيا، كلمة افتتاحية نيابة عن معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد حسين إبراهيم طه. وأكد الأمين العام المساعد في كلمته على الدور الهام للجامعات الإسلامية في دعم التنمية المجتمعية والحاجة إلى مواءمة المبادرات الأكاديمية مع التحديات العالمية الملحة.
وسلط السفير خوخير الضوء على مساهمات الجامعات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في دفع عجلة التحول المجتمعي من خلال التعليم القائم على القيم الإسلامية. محدداً عدداً من الأولويات مثل زيادة المنح الدراسية للطلاب من البلدان الأقل نمواً، ودمج التعليم البيئي لمعالجة تغير المناخ، وتزويد الطلاب بالمهارات الرقمية والتكنولوجية للتعامل مع طبيعة التطورات العالمية. كما شدد على أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز السلام والحوار بين الأديان، ودعم الشراكات مع القطاع الصناعي والحكومي، وحث المشاركين على إعطاء الأولوية لإنشاء كليات زراعية لتعزيز الأمن الغذائي وتنفيذ التوصيات الصادرة عن الدورة الأولى للاجتماع التنسيقي، التي عقدت في جدة في 16 يناير 2024.
بدأ المشاركون مناقشات هادفة عرضت خلالها أنشطة الجامعات، مع التركيزعلى التأثير الإيجابي لهذه الأنشطة على المجتمعات، ونوقشت التحديات التي تواجهها الجامعات في تحقيق أهدافها. كما تبادل المشاركون الأفكار والرؤى المستقبلية، ونوقشت الاستراتيجيات العملية لتحسين عمل الجامعات. وشملت الموضوعات الرئيسية توسيع نطاق الحصول على المنح الدراسية، والنهوض بالتعليم الزراعي، ودمج الممارسات المستدامة، والاستفادة من التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار والقدرة التنافسية العالمية.
أعرب المشاركون عن شكرهم للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا على كرمها وحسن ضيافتها، كما تقدموا بالتهنئة للبروفيسور عثمان بكر على تعيينه رئيسًا للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
وعقب الاجتماع، نظمت الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا ورشة عمل في 28 نوفمبر 2024 بعنوان “التعليم الجامعي الإسلامي من أجل المستقبل: جامعة المجتمع”، وضمت الورشة رؤساء الجامعات وممثلي مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس الماليزيين والطلاب. وسلطت ورشة العمل الضوء على الدور الهام للجامعات الإسلامية في تشكيل التحول المجتمعي من خلال التعليم المبتكر القائم على القيم.
وألقى السفير أفتاب أحمد خوخير، الأمين العام المساعد للعلوم والتكنولوجيا، كلمة سلط فيها الضوء على أهمية دمج المهارات التكنولوجية المتقدمة مع المبادئ الأخلاقية، ومواجهة التحديات العالمية من خلال مناهج متعددة التخصصات، وتعزيز المساواة، وتعزيز الشراكات مع القطاع الصناعي والحكومي. ودعت ورشة العمل إلى بذل جهود تعاونية لإعادة تعريف العملية التعليمية باعتبارها محفزاً للنمو الشخصي والمسؤولية الاجتماعية ودافعاً لتحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي.