احتضن معرض جدة للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ندوة بعنوان “تحولات الرواية العربية”، تناولت التغيرات العميقة التي طرأت على الرواية العربية، التي تعكس بدورها التحولات المجتمعية التي تشهدها المجتمعات العربية داخليًا وخارجيًا.
وأشار المشاركون إلى أن الرواية العربية تجاوزت حدودها التقليدية لتصبح مرآة واسعة النطاق تعكس تجارب وحكايات الوطن العربي المتنوعة.
وتحدث المشاركون في الندوة عن مفهوم الرواية العربية والتغيرات التي طرأت عليها، وأن الأدب العربي في السابق كان يُنظر إليه بوصفه نتاجًا موحدًا لوطن عربي كبير، حيث لم تكن الرواية الخليجية جزءًا بارزًا من المشهد الأدبي قبل ثلاثين عامًا، وأكدوا أن الرواية الخليجية أصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من الأدب العربي، مشيرين إلى أن الخليج بات حاضرًا بقوة في المشهد الروائي، حيث أصبحت الروايات الخليجية من أكثر الأعمال طلبًا لدى الناشرين العرب.
وأرجع المشاركون هذا التحول إلى طبيعة الرواية نفسها بوصفها وسيلة لسرد الحكايات الإنسانية التي تُشكِّل جزءًا من حاجة الإنسان إلى التواصل والتعبير، مشيرين إلى أن الرواية الخليجية الآن تتميز بقدرتها على تناول قضايا محلية وزوايا جديدة، مما جعلها جزءًا لا يمكن تجاوزه من الأدب العربي الحديث.
وحدَّدت الندوة ثلاث نقاط رئيسية لتحولات الرواية العربية: الشكل، والبنية، والمضمون، وأكَّدت أن هذه التغيرات تعكس مجتمعات عربية متحولة تعيش مراحل تاريخية حافلة.
واستعرضت الندوة تطور السرد في الأدب العربي، من خلال جذوره القديمة في “الحكواتي”، الرجل الذي كان يروي الحكايات في المقاهي، مؤكدة أن الرواية تطورت لتصبح وعاءً يجمع مختلف الأجناس الأدبية، مما يتيح للكُتَّاب تناول معطيات مجتمعاتهم بزوايا مختلفة، حتى وإن تشابهت الموضوعات.
ومن أبرز الملاحظات التي تناولتها الندوة الحضور اللافت للعنصر النسائي في الكتابة الروائية على امتداد الوطن العربي، حيث برزت الكاتبات بأعمال متميزة في مختلف الدول، مما أضاف تنوعًا وإثراءً للمشهد الأدبي العربي
مختصون بمعرض جدة للكتاب: الروايات الخليجية من أكثر الأعمال طلبًا لدى الناشرين العرب
5