أُختتمت أعمال ورشة العمل التي استمرت على مدار يومين حول”نشر وثيقة جدة بشأن حقوق المرأة في الإسلام”، والتي نظمها مكتب منظمة التعاون الإسلامي في أفغانستان، بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، وذلك في مقر بعثة منظمة التعاون الإسلامي في كابول.
عُقدت هذه الورشة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتماد وثيقة جدة، وتهدف إلى تمكين القيادات من النساء والرجال من قطاعات التعليم والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية والخدمة العامة في أفغانستان، من خلال تزويدهم بالمعرفة والوسائل المناسبة من أجل المساهمة في الدفاع عن حقوق المرأة ضمن إطار التعاليم الإسلامية. كما هدفت هذه الفعالية إلى تعزيز الحوار، وزيادة الوعي، وبناء شبكات لدعم حقوق المرأة في أفغانستان بما يتفق مع التعاليم الإسلامية، إلى جانب تطوير استراتيجيات فعالة لتنفيذ مبادئ وثيقة جدة داخل المجتمعات المسلمة.
تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة السفير الدكتور محمد سعيد العياش، المدير العام لبعثة منظمة التعاون الإسلامي في كابول، رحب فيها بالمشاركين، وأكد التزام مكتب المنظمة في كابول بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الدوليين من أجل المساهمة في تعزيز السياسات الداعمة للمساواة والعدالة بين الجنسين. ومن جانبها، أكدت معالي السيدة روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، على أهمية الاستفادة من وثيقة جدة كأداة عملية للدعوة والإصلاح السياسي والاجتماعي في أفغانستان. بدوره أكد السفير طارق علي بخيت، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية والثقافية والاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي، على أهمية وثيقة جدة كأداة أساسية للدعوة إلى حقوق المرأة في الإسلام وخاصة حقها في التعليم، حيث أفاد “إن تعليم المرأة ليس مجرد مسألة إنصاف، بل هو ركيزة أساسية من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وعامل أساسي في تحقيق التنمية المستدامة والتناغم الاجتماعي؛ وإن وثيقة جدة تقدم تفسيرًا موحدًا وأصيلاً للتعاليم الإسلامية، يعزز قيم العدالة والمساواة والكرامة للجميع، لا سيما النساء.” كما سلّط السفير طارق بخيت في كلمته الضوء على الاعتراف الدولي بوثيقة جدة، التي تم التأكيد عليها خلال مؤتمر تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة الذي عقد في يناير 2025 في باكستان. كما أشاد بحكومة باكستان ورابطة العالم الإسلامي على تعاونهما في تنظيم هذا المؤتمر الهام، حيث وقعت منظمة التعاون الإسلامي مذكرة تفاهم مع رابطة العالم الإسلامي للتعاون في تنفيذ المبادرة “تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص”.
وتضمن برنامج الورشة جلسات قدمتها نخبة من المتحدثات البارزات من قائدات المنظمات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وهن:
سعادة الأستاذة الدكتورة نورة الرشود، المديرة التنفيذية للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، التي ناقشت موضوع المرأة المسلمة: منظور حقوقي حول التوازن بين التقاليد الثقافية والممارسات والاحتياجات المعاصرة للتقدم الاجتماعي.
سعادة الدكتورة أفنان الشعيبي، المديرة التنفيذية لمنظمة تنمية المرأة في الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، التي قدمت عرضًا حول آفاق تمكين المرأة في الإسلام – الفرص والتحديات.
سعادة الدكتورة زهرة زومروت سلجوق، المديرة التنفيذية لمركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية في أنقرة، التي سلطت الضوء على تأثير المرأة المسلمة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
السيدة سوزان أحمد محمد، ممثلة إدارة الشؤون الاجتماعية والأسرة في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي قدمت عرضاً ناقشت فيه مكانة المرأة في الإسلام وأهمية وثيقة جدة.
وفي كلمته الختامية للورشة شكر السفير محمد سعيد العياش، المدير العام لبعثة المنظمة في كابول بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان على مشاركتهم الفاعلة في تنظيم هذا الحدث، كما توجه بالشكر إلى المتحدثات المشاركات وكافة الحاضرين، وأكد على ضرورة مواصلة الحوار والتعاون من أجل تحويل الاستراتيجيات والمعرفة المكتسبة من هذه الورشة إلى أفعال ملموسة تستفيد منها النساء في كافة مجتمعاتنا المسلمة من أجل تعزيز تمكين المرأة وقيم العدالة والمساواة والكرامة للجميع.
المصدر: منظمة التعاون الإسلامي
مكتب منظمة التعاون الإسلامي في أفغانستان وبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) يختتمان ورشة عمل لمدة يومين حول وثيقة جدة لتعزيز حقوق المرأة في الإسلام
76