أكد عدد من المثقفين الفلسطينيين أن المؤسسات الثقافية في القدس تواجه تحديات جسيمة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، مشددين على أن الثقافة ما تزال تشكّل سلاحًا للمقاومة وحافظة للهوية الوطنية.
جاء ذلك في ندوة عقدت مساء اليوم في معرض الدوحة الدولي للكتاب بعنوان “واقع المؤسسات الثقافية في القدس المحتلة” التي أقيمت مساء اليوم ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته الرابعة والثلاثين والتي تتواصل حتى السبت المقبل تحت شعار “من النقش إلى الكتابة”.
شارك في الندوة كل من الكتاب الدكتور طلال أبو عفيفة، رانيا إلياس وديمة السمان، حيث أكدوا أن القدس المحتلة تعيش معركة يومية في الدفاع عن هويتها الثقافية، في مواجهة محاولات التهويد ومصادرة الفضاء العام، مؤكدين أن الثقافة في القدس ليست ترفًا، بل شكل من أشكال المقاومة والصمود.
وقال الدكتور طلال أبو عفيفة، رئيس ملتقى المثقفين المقدسيين، إن مدينة القدس، التي تحمل إرثًا ثقافيًا متنوعًا يمتد لآلاف السنين، تتعرض منذ عقود لهجمة ممنهجة تستهدف طمس معالمها الثقافية وهويتها العربية، موضحا أن الاحتلال أغلق عددا كبيرا من المؤسسات الثقافية، وصادر مكتبات وكتبًا نادرة، في محاولات لتهويد المدينة وقطع صلتها بتراثها الفلسطيني.
من جهتها، قالت رانيا إلياس، إن المؤسسات الثقافية في القدس تعمل في بيئة قانونية قمعية تفرضها سلطات الاحتلال، التي تسعى لشرعنة وجودها عبر فرض القوانين الإسرائيلية على المؤسسات الفلسطينية، وتهدد بإغلاقها إن لم تلتزم بذلك، وتفرض عليها رسوم وضرائب تعيق عملها، مؤكدة أن الفنانين والمثقفين الفلسطينيين يتحملون مسؤولية وطنية تتجاوز حدود التعبير الجمالي.
بدورها، أكدت الكاتبة ديما السمان أن الاحتلال لا يكتفي باستهداف المؤسسات الثقافية، بل يتعدى ذلك إلى المناهج التعليمية، في محاولة لتزييف الوعي الفلسطيني وتحريف التاريخ، بهدف إنتاج أجيال فلسطينية منقطعة عن روايتها وهويتها. ووصفت ذلك بأنه “استهداف عميق للمستقبل، يبدأ من الكتاب المدرسي ولا ينتهي عند الرواية الشفوية.
ودعا المشاركون في الندوة إلى وضع خطة عربية شاملة لحماية الثقافة الفلسطينية في القدس، مطالبًا بدعم مؤسساتي وقانوني وإعلامي، لمواجهة ما وصفه بـ”العدوان الثقافي الممنهج”، مشددًا على أهمية التدخل العربي العاجل لصياغة استراتيجية لحماية الموروث الثقافي الفلسطيني من التهويد والسرقة.
يشار إلى أن دولة فلسطين، تحل ضيف شرف النسخة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، التي تقام تحت شعار “من النقش إلى الكتابة” وتشارك فيه 522 دار نشر من 32 دولة منها 11 دار نشر فلسطينية، إلى جانب برنامج ثقافي شامل حول فلسطين.
المصدر: قنا
في ندوة بمعرض الكتاب .. كتاب فلسطينيون يؤكدون أن الثقافة المقدسية تقاوم الاحتلال وتحافظ على الهوية
22