في إطار فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) الذي يُعقد في العاصمة الرياض، ألقى الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي (أوسبو)، كلمة هامة تناولت القضايا المناخية العاجلة وأهمية دور الإعلام في تعزيز التنمية المستدامة.
وفي مستهل كلمته، أكد الدكتور الليثي على أهمية مواجهة التغير المناخي باعتباره من أكثر القضايا إلحاحًا في العصر الحالي، مشيرًا إلى أن التصحر وتقلص مساحة الأراضي المزروعة يعدان من أبرز تحديات التغير المناخي، مما يهدد الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي في العديد من دول العالم. وأوضح أن التصحر يعد جزءًا أساسيًا من الجهود العالمية لمكافحة أزمة المناخ، حيث تتضافر جميع الجهود لمواجهة هذه الظاهرة من خلال حلول مبتكرة ومستدامة.
كما أشار إلى أن المملكة العربية السعودية، الدولة المضيفة لهذا المؤتمر، تعد رائدة في إطلاق المبادرات المناخية مثل “مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في عام 2021. وتهدف هذه المبادرات إلى زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة واستعادة ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة، مما يسهم في خفض انبعاثات الكربون وتحسين جودة الحياة.
وأكد الدكتور عمرو الليثي على دور الإعلام، وبالأخص الإعلام البيئي (الإعلام الأخضر)، في نشر الوعي وتعزيز المشاركة المجتمعية من خلال تسليط الضوء على الحلول المستدامة. ولفت إلى أن الإعلام يجب أن يكون في طليعة الجهود للتعريف بالحلول المبتكرة وتوجيه المجتمع نحو الخيارات المستدامة والمستقبل الذي يستحقه الجميع. وأشار إلى أن الإعلام البيئي يعد شريكًا أساسيًا في توعية المجتمعات حول قضايا التغير المناخي وتحفيز العمل الجماعي لتحقيق التنمية المستدامة.
وتحدث الليثي عن مخرجات مؤتمرات الأطراف السابقة التي ركزت على تعزيز التمويل المناخي، ودفع التحول إلى الطاقة المتجددة، ومكافحة التصحر، وتعزيز العدالة المناخية. وأكد أن التحديات لا تزال كبيرة، وأن تحقيق الأهداف المناخية يتطلب إرادة سياسية ومجتمعية قوية، بالإضافة إلى التعاون الدولي الواسع النطاق بين مختلف القطاعات، بما في ذلك الإعلام الأخضر.
وأوضح أن اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي يعمل على تعزيز دور الإعلام الأخضر من خلال عدة مبادرات، منها حملات توعية إقليمية حول أهمية الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات، وإنتاج برامج وثائقية تسلط الضوء على قصص النجاح في مجال الاستدامة. كما أكد أن الاتحاد يلتزم بتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتبادل المعرفة والخبرات في الإعلام الأخضر.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور عمرو الليثي أن مواجهة التغير المناخي هي مسؤولية مشتركة تتطلب العمل بروح الفريق الواحد، مشيرًا إلى أن الإعلام الأخضر يمثل أداة فعالة في تحقيق الأهداف المناخية. ودعا الجميع إلى التعاون المستمر لبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة، معبرًا عن أمله في أن تكون هذه الجهود لبنة أساسية في الحفاظ على كوكب الأرض من أجل الأجيال القادمة.
كما أشار إلى أن الاتحاد يسعى من خلال شراكة مع “الإيسيسكو” إلى إطلاق وثيقة “الإعلام الأخضر” كدليل على الالتزام المشترك بين المؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية في مواجهة التحديات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.