تنضم منظمة التعاون الإسلامي إلى المجتمع الدولي في الاحتفال باليوم الدولي للمرأة، الذي يُحتفل به سنويا في 8 مارس، تحت شعار عام 2025: “تسريع العمل”. وأكد السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على أهمية شعار هذا العام، قائلا: “إن تسريع العمل من أجل تمكين المرأة ليس مجرد هدف؛ بل هو ضرورة لتحقيق التقدم المستدام. وتظل منظمة التعاون الإسلامي ثابتة في مهمتها لتعزيز المساواة بين الجنسين، وفقا للمبادئ الإسلامية، وضمان أن تكون المرأة محركًا رئيسيًا للتنمية والسلام والازدهار”.
يعتبر تمكين المرأة حجر الزاوية في ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وبرنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي 2025 وبرنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي 2035، بالإضافة إلى خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي للنهوض بالمرأة (أوباو). وتواصل منظمة التعاون الإسلامي الدعوة إلى سياسات تعزز حقوق المرأة، وتحسن قدرتها على الوصول إلى التعليم والتوظيف والمناصب القيادية، وتحميها من جميع أشكال التمييز والعنف.
وتضطلع منظمة تنمية المرأة في منظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، بدور محوري في تعزيز المساواة بين الجنسين في جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وتنفذ منظمة تنمية المرأة بفاعلية برامج ومبادرات لدعم المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمرأة. وفي هذه المناسبة، تحث منظمة التعاون الإسلامي الدول الأعضاء التي لم تصادق بعد على النظام الأساسي لمنظمة تنمية المرأة على تسريع العملية والانضمام إلى الجهود الرامية إلى تسريع التقدم في تمكين المرأة.
وإدراكا من منظمة التعاون الإسلامي أن تمكين المرأة جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة، فقد كثفت المنظمة جهودها لتوفير فرص التعليم والتدريب المهني للنساء والفتيات، وضمان حصولهن على المهارات والموارد اللازمة للازدهار في عالم سريع التطور. ومن خلال مبادرات مثل وثيقة جدة لحقوق المرأة في الإسلام، التي اعتمدت خلال المؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام (نوفمبر 2023)، تؤكد منظمة التعاون الإسلامي التزامها بتعزيز حقوق المرأة والفرص الممنوحة لها في إطار إسلامي. بالإضافة إلى ذلك، شاركت منظمة التعاون الإسلامي بنشاط في المؤتمر الدولي حول تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة، الذي عقد في يناير 2025 في باكستان. وتشيد منظمة التعاون الإسلامي بحكومة باكستان ورابطة العالم الإسلامي لتنظيمهما المشترك لهذا المؤتمر المهم، الذي وفر منصة لمعالجة التحديات والفرص الملحة فيما يتعلق بتعليم الفتيات داخل المجتمعات المسلمة. وفي هذه المناسبة، وقعت منظمة التعاون الإسلامي مذكرة تفاهم مع رابطة العالم الإسلامي للتعاون في تنفيذ مبادرة “تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص”، مما يعزز التزام المنظمة بتعزيز التعليم وتمكين الفتيات في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وعلى الرغم من هذه الجهود، لا تزال النساء في العديد من أنحاء العالم الإسلامي يواجهن تحديات خطيرة. في فلسطين، تتحمل النساء معاناة هائلة بسبب الصراع المستمر والأزمات الإنسانية، ويكافحن في مواجهة النزوح وفقدان سبل العيش ونقص الاحتياجات الأساسية. وفي بعض البلدان الإفريقية، وخاصة في حالات اللجوء والنزوح، تواجه النساء صعوبات بالغة، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية والتعليم. وفي أفغانستان، تُحرم النساء من حقوقهن الأساسية، بما في ذلك الوصول إلى التعليم والمشاركة في الحياة العامة، مما يقوض إمكاناتهن وتطلعاتهن. وتواجه نساء الروهينجيا، اللاتي يعشن في ظروف محفوفة بالمخاطر كلاجئات، التمييز والعنف ونقص الحماية. تتطلب هذه التحديات العاجلة اتخاذ إجراءات عالمية وحاسمة لضمان حماية وتمكين وإدماج المرأة في جميع جوانب الحياة، وإعادة التأكيد على المسؤولية الجماعية المتمثلة في دعم حقوق المرأة وصون كرامتها.
وفي هذه المناسبة، تدعو منظمة التعاون الإسلامي جميع الأطراف المعنية – الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص – إلى اتخاذ خطوات شجاعة وحاسمة نحو تحقيق المساواة والإنصاف والعدالة بين الجنسين. ومع مواجهة العالم للتحديات الاجتماعية والاقتصادية الآخذة في التطور، فإن تسريع العمل في تمكين المرأة أمر أساسي لبناء مجتمع شامل وقادر على الصمود من أجل صالح الأجيال المقبلة
المصدر:يونا