أكد مشاركون في الندوة الحوارية التي نظمتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في العاصمة الكويت، أن وكالات الأنباء تمثل الركيزة الأساسية للإعلام الموثوق ومصدر الأخبار المعتمد لكبرى الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون في العالم، مشيرين إلى أهمية دورها في مواجهة الشائعات ونقل الحقيقة من مصادرها الرسمية بدقة وسرعة.
جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية الأولى بعنوان “الإعلام الرسمي بين الماضي والحاضر”، التي أقيمت ضمن فعاليات “الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025″، بمشاركة نخبة من الشخصيات الإعلامية البارزة، حيث ناقش المتحدثون دور وكالات الأنباء والإعلام الرسمي في دعم الهوية الوطنية، وتطوير المحتوى الإعلامي، ومواكبة التحولات الرقمية التي يشهدها العالم.
وترأست الندوة مجموعة من الإعلاميين المخضرمين، من بينهم وليد الجاسم رئيس تحرير صحيفة الرأي، الذي شدد على أن وكالات الأنباء ومؤسسات الإعلام الحكومي تزخر بكفاءات عالية قادرة على الإبداع متى ما أتيحت لها حرية العمل، مؤكدًا أن الإعلام الرسمي ينجح في كسب ثقة الجمهور حين يعرف كيف يخاطب شريحته المستهدفة ويقدم رسائله بأسلوب مقنع ومؤثر.
كما أشار سعد العلي، نائب المدير العام السابق لقطاع التحرير في (كونا)، إلى أن علاقة وكالات الأنباء بالصحف قائمة على التكامل لا التنافس، موضحًا أن الوكالات تُعد مصدرًا أساسيًا للمعلومة، وتسعى اليوم إلى التحول من مجرد ناقل للأخبار إلى صانع للخبر والمحتوى الإعلامي المتجدد. ودعا العلي إلى تعزيز الأمن الوظيفي للصحفيين وتوفير بيئة تشجع على الإبداع داخل المؤسسات الإعلامية.
من جانبه، تناول بدر الدعي، مدير إدارة البرامج الثقافية والدينية بتلفزيون الكويت، تاريخ تطور التلفزيون الكويتي منذ انطلاقه عام 1961، مشيرًا إلى أنه مر بمحطات بارزة مثل إدخال البث بالألوان عام 1974 والتوسع في القنوات حتى بلغ عددها اليوم ثمان قنوات وطنية تعكس روح المجتمع الكويتي. وأوضح أن جميع مقدمي البرامج اليوم من الكوادر الكويتية التي تفتخر بإبراز الهوية الوطنية، مستذكرًا مشهدًا رمزيًا للفنان الراحل عبد الحليم حافظ حين غنى “يا هلي” مرتديًا الزي الكويتي، في دلالة على ارتباط الفن بالوطن.
أما الدكتور يوسف السريع، مدير إدارة البرنامج الثاني والمحطات المحلية في إذاعة دولة الكويت، فقد استعرض تاريخ الإذاعة الكويتية منذ بداياتها عام 1938 عبر محطة دسمان، مرورًا بتأسيسها الرسمي عام 1951، مؤكدًا أن الإذاعة لعبت دورًا وطنيًا بارزًا في دعم القضايا العربية، لا سيما خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأسهمت في تكوين “قوة ناعمة” رسّخت صورة الكويت الثقافية والفنية في المنطقة.
وشهدت الندوة حوارًا مفتوحًا حول تحديات الإعلام الحديث في عصر الرقمنة، ودور الوكالات الرسمية في الحفاظ على الثقة والمصداقية وسط سيل الأخبار المتدفقة عبر المنصات الاجتماعية، مع التأكيد على ضرورة تطوير المحتوى الإعلامي بأساليب تفاعلية تواكب لغة العصر وتحافظ في الوقت ذاته على الهوية الوطنية والقيم الثقافية.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات تنظمها “كونا” احتفاءً باختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، تأكيدًا على مكانة الكويت الرائدة في المشهد الإعلامي العربي، وإرثها العريق في دعم الكلمة الصادقة والصورة المسؤولة.
المصدر: كونا
إعلاميون في ندوة «كونا»: وكالات الأنباء ركيزة المصداقية والإعلام الرسمي يعزّز الهوية الوطنية
79