مسقط – في زمن تتسارع فيه الصور وتتنافس الحكايات، تبرز السينما الوثائقية العُمانية كنافذة تعكس عمق المكان وثراء الإنسان. من جبال الحجر الشاهقة إلى سواحل بحر العرب، ومن الأسواق الشعبية إلى القرى المنسية، تتحول الجغرافيا العُمانية إلى لغة بصرية غنية تُسهم في بناء الحكاية وإضفاء الإيقاع السينمائي على الفيلم.
وأكد الدكتور محمد بن سليمان الكندي، مخرج أفلام وثائقية وعضو الجمعية العُمانية للسينما، أن التنوع المناخي والجغرافي في سلطنة عُمان يشكل مادة سردية ثرية للأفلام، من خلال دمج الصحراء والواحات والسواحل والجبل، مما يمنح الفيلم أصالة وعمقًا بصريًا وسرديًا. وأضاف أن الموقع الاستراتيجي لسواحل عمان يعكس ثراءً ثقافيًا وتاريخيًا ساهم في تبادل الثقافات عبر العصور.
من جانبه، أشار الدكتور رشيد بن عبدالله اليافعي إلى أن الأفلام الوثائقية العُمانية ترتبط بالهوية المحلية والحياة اليومية للإنسان، مع إبراز الموروث الثقافي والحضاري بطريقة تجذب المشاهد العالمي، وتسمح للفيلم بأن يكون خطابًا إنسانيًا دون فقدان أصالته.
يذكر أن التلفزيون العُماني والجمعية العُمانية للسينما لعبا دورًا محوريًا في دعم صناعة الأفلام الوثائقية، وتنمية مواهب الشباب، والمشاركة في المهرجانات الدولية لنقل الهوية والثقافة العمانية عالميًا، فيما تسعى مبادرة «اصنع فيلمك في عُمان» إلى استثمار المواقع الطبيعية كأستوديوهات مفتوحة لتطوير صناعة السينما وتعزيز الاقتصاد الوطني.
السينما الوثائقية العُمانية: نافذة على الهوية والجغرافيا والثقافة
32